لسنة ثالثة على التوالي، تتصدر نسب الرسوب بين طلاب كلية الطب بجامعة جنوب الوادي في قنا النقاش الأكاديمي، مما أثار الكثير من الجدل بين الطلاب وأولياء الأمور. ويرجع ذلك إلى إصرار إدارة الجامعة على تطبيق معايير صارمة لضمان جودة التعليم الطبي، وعدم قبول أي استثناءات أو تهاون في متطلبات النجاح.
تتزايد المطالبات بدراسة هذه القضية من منظور تربوي شامل لفهم الأسباب العميقة وراءها، إذ تتراوح بين مشاكل في النظام التعليمي الجامعي، وقدرات الطلاب الذاتية، والفجوة الكبيرة بين نظام التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي في الكليات المرموقة. هذه الفجوة تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب زيادة معدلات الغش في الثانوية العامة، باستخدام وسائل تكنولوجية مثل السماعات الدقيقة وتسريبات الامتحانات، مما أدى إلى قبول بعض الطلاب في كليات قمة دون امتلاك المهارات والمعارف اللازمة.
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، التزام الجامعة بتطبيق معايير الجودة الأكاديمية، مُشيرًا إلى أن أي طالب غير مستوفٍ لمتطلبات النجاح لن يُسمح له بالانتقال إلى الفصل الدراسي التالي، بغض النظر عن خلفيته التعليمية. وأوضح أن تعثر الطلاب لا يعكس فشل الجامعة، بل قد يشير إلى عدم تأهيلهم للدخول إلى البرنامج من الأساس. وأضاف أن الجامعة تُراجع بصفة دورية استراتيجيات التدريس والتقييم ومدى تكافؤ الفرص بين الطلاب.
أما الدكتور عبد الرحمن غويل، عميد كلية الطب، فقد أشار إلى أن تقييم نسب الرسوب يحتاج إلى انظار نتائج الدور الثاني، مُؤكدًا أن الكلية حاصلة على شهادة جودة وأن مناهجها تم إعدادها بدقة وفق المعايير الأكاديمية. ولفت إلى أن أسباب ارتفاع نسب الرسوب تعود إلى عدم تأقلم بعض الطلاب مع طبيعة الدراسة الجامعية، مما يستدعي دراسة معمقة من قبل مختصين في التربية.
بدوره، أشار الدكتور أحمد شورى، خبير تربوي، إلى أن ما يحدث في كلية الطب يعكس فجوة أكبر بين التعليم قبل الجامعي ومتطلبات التعليم الجامعي، خاصة في الكليات العملية. وأوضح أن الغش الذي زاد في السنوات الأخيرة أدى إلى قبول طلاب غير مؤهلين، مما ينعكس سلبًا على الأداء الأكاديمي. وأكد على أهمية وضع خطط إصلاح تتضمن تأهيل الطلاب الجدد وتدريبهم على المهارات اللازمة.
بينما يستمر النقاش، تُصر إدارة الجامعة على موقفها الصارم، مُؤكدة أن النجاح يتطلب استيفاء المخرجات التعليمية، وأن أي تهاون قد يؤثر بصورة سلبية على سمعة الكلية ومستوى خريجيها في أسواق العمل. يُطالب العديد من أولياء الأمور والطلاب بضرورة إيجاد حلول تراعي مصالحهم، مثل توفير برامج دعم ومحاضرات تقوية، لمساعدة الطلاب على التأقلم مع متطلبات الدراسة في كلية الطب.
اترك تعليقاً