ناقش قسم دراسات العلوم السياسية والاقتصادية في كلية الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقازيق، رسالة الدكتوراه المقدمة من وكيل النائب العام عبد الحليم سامي عبد الحليم رجب غنيم، والتي كانت بعنوان “مشروعية التدخل في ضوء القانون الجنائي الدولي: دول مجلس التعاون الخليجي أنموذجًا”. وقد توصلت الرسالة إلى توصية مهمة تدعو إلى توسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لتعزيز التحقيق في التدخلات العسكرية التي تنتهك القانون الإنساني الدولي.
### تحليل علمي لمفهوم التدخل ومشروعيته
استعرضت الرسالة التفاعل المعقد بين سيادة الدولة وحقوق الإنسان، وأكدت على أهمية القانون الجنائي الدولي كوسيلة للتقليل من الانتهاكات الدولية. استخدمت الدراسة منهجًا وصفيًا تحليليًا بالإضافة إلى المنهج الاستنباطي لتحديد مفهوم التدخل وأنواعه وتقييم أسس مشروعيته القانونية.
وأشارت الدراسة إلى أن القانون الجنائي الدولي يُعتبر العدوان جريمة أساسية، إلا أنها سلطت الضوء على التحديات المتعلقة بتطبيقه، خاصًة في حالات التدخل التي تشارك فيها دول ذات نفوذ كبير، مثل دول مجلس التعاون الخليجي، التي غالبًا ما تُعتبر تدخلاتها ذات شرعية سياسية.
### نتائج وتوصيات رئيسية
توصلت الرسالة إلى عدة نتائج رئيسية، منها أن المحكمة الجنائية الدولية تواجه عوائق أمام محاسبة الدول الكبرى بسبب الحصانات السياسية أو عدم تصديق بعض الدول على نظام روما الأساسي، كما هو الحال مع السعودية والإمارات. كما أكدت الرسالة أن القانون الجنائي الدولي يركز على مسؤولية الأفراد عن الجرائم المرتكبة أثناء التدخل، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، حتى وإن كان التدخل نفسه يُعتبر غير قانوني من حيث مبدأ سيادة الدولة.
استنادًا إلى هذه النتائج، أوصت الدراسة بما يلي:
– توسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ليشمل التحقيق في التدخلات العسكرية التي تنتهك القانون الإنساني الدولي.
– إجراء دراسات متعمقة لتحديد معايير مشروعية التدخلات في سياق دول مجلس التعاون الخليجي.
– تطوير آليات إقليمية لضمان أن التدخلات تتم وفقًا للمعايير الدولية مع التركيز على حماية حقوق الإنسان.
وقد منحت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة، التي تضم مجموعة من الأساتذة والخبراء، الباحث درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، تقديرًا لمدى أهمية موضوع الرسالة ونتائجها، التي تبرز قضية حساسة في العلاقات الدولية المعاصرة. حضر المناقشة عدد من الشخصيات العامة والقيادات التنفيذية مما يبرز أهمية البحث وتأثيره.
اترك تعليقاً