
لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين من جماهير فريق الاتحاد السكندري أن يتعرض “سيد البلد” لهذه النتائج السلبية السريعة، بعد مرور خمس جولات فقط من منافسات الدوري المصري الممتاز، الذي يتوج بلقب الموسم الماضي النادي الأهلي.
عادة ما يبدأ الفريق السكندري الموسم بقوة، لضمان مكانه في منتصف الجدول مبكرًا، لكن الموسم الحالي شهد جمعه لأربع نقاط فقط من أصل 15 نقطة ممكنة، وهي الحصيلة الأسوأ لنادي الاتحاد منذ موسم 2012-2013 عندما جمع ثلاث نقاط في أول خمس جولات.
تأثرت الحالة النفسية للجماهير واللاعبين والإدارة بشكل كبير بتلك النتائج المخيبة، خاصة بعد استقالة محمد مصيلحي، الرئيس التاريخي للنادي، تحت ضغط جماهيري وإعلامي شديد.
جاءت استقالة مصيلحي لتفتح الباب أمام مرحلة انتقالية معقدة يقودها محمد أحمد سلامة، القائم بأعمال الرئيس حالياً، الذي يواجه تحديات كبيرة لإنقاذ الموسم وتحسين صورته الانتخابية استعدادًا للاستحقاق المقبل.
تشهد الأوضاع في “زعيم الثغر” خليطًا من الضغوط الفنية والإدارية، حيث يعاني الفريق من مشاكل واضحة في بناء الهجمات والتمركز الدفاعي، بينما تفتقر الروح القتالية في بعض الفترات. كذلك، يتطلب الوضع الإداري تماسكًا لإبعاد اللاعبين عن الضغوط المتعلقة بالانتخابات والاستقالات، ويدعو جمهور الإسكندرية لانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة لفريقهم الذي لطالما اعتبر “الحصان الأسود” للدوري.
فيما يلي، تبحث “بوابة الأسبوع” في تحليل فنّي عن مستوى وأداء لاعبي الاتحاد السكندري منذ بداية الموسم وما حققه الفريق في الجولات الخمس الأولى.
خلال المباريات الخمس الافتتاحية في الدوري، سجل الاتحاد ثلاثة أهداف فقط بمعدل 0.6 هدف في المباراة، وهو معدل ضعيف مقارنة بموسميه الماضيين، بينما استقبلت شباكه سبعة أهداف بمعدل 1.4 هدف لكل مباراة، مما يعكس هشاشة واضحة في الدفاع.
يفتقر خط الوسط في الاتحاد السكندري للصلابة، حيث لم يظهر اللاعبون بالأداء المطلوب، مما تسبب في فجوة بين الدفاع والهجوم، وبالتالي لم يستغل المهاجمون الفرص بالشكل الكافي، حيث كان معدل التحويل التهديفي أقل من 10% من التسديدات.
اعتمد الجهاز الفني على أسلوب دفاع المنطقة مع الانتقال السريع للهجوم، لكن غياب التنسيق بين الخطوط جعل هذه التحولات سهلة القراءة للخصوم، مما أدى لفشل الهجمات وترك مساحات كبيرة استغلها المنافسون لتسجيل الأهداف.
على صعيد الإحصائيات الفردية، أحرز المهاجم الرئيسي للفريق، جون إيبوكا، هدفًا من الأهداف الثلاثة التي سجلها النادي، لكنه يعاني من العزلة بسبب غياب الدعم من زملائه.
بالنسبة للحارس، ورغم تلقيه سبعة أهداف، فهو نجح في التصدي لـ19 تسديدة، مما يشير إلى أن المشكلة تكمن في الدفاع، وليس في مركز حراسة المرمى.
تظهر الأرقام وجود بعض العناصر الفردية المميزة في الفريق، لكنها تعاني من الانعزال بسبب نقص التماسك الجماعي، مما يضع الجهاز الفني تحت ضغط متزايد لتصحيح الوضع.
مقارنة بالمواسم السابقة، جمع الاتحاد السكندري في موسم 2021-2022 سبع نقاط بعد خمس جولات، وكان يقدم أداء قويًا، بينما جمع في الموسم السابق ثمان نقاط وحل في المركز السادس. أما هذا الموسم، فقد تراجع إلى المراكز الأخيرة برصيد أربع نقاط ويقترب من منطقة الخطر.
لم تكن استقالة مصيلحي حدثًا عابرًا، بل كانت ضربة لاستقرار الفريق، إذ كان يمثل حلقة وصل بين الجماهير واللاعبين، وتسبب رحيله في ضغوط إضافية على القائم بأعمال الرئيس.
ترتبط الجماهير نتائج الفريق بمصداقية الإدارة، فالفوز يعزز فرصهم الانتخابية، بينما الخسارة تزيد من حالة الغضب. وبالتالي، ستحمل المباريات المقبلة طابع المعركة الانتخابية بقدر ما هي معركة نقاط.
لإنقاذ موسم الاتحاد السكندري، يلزم:
1. تصحيح أخطاء الدفاع وتنظيم التمركز لتقليل الفجوات بين الخطوط.
2. استغلال العناصر الهجومية وزيادة التحويل التهديفي.
3. تفعيل الأطراف لتخفيف الضغط على المهاجم الوحيد ومنح الفريق مزيدًا من الحلول الهجومية.
4. تقديم الدعم النفسي للاعبين وإبعادهم عن أجواء الانتخابات والضغوط.
5. تثبيت خطة لعب واضحة بدلاً من التنقل بين أساليب غير مجدية.