
هجوم الحوثيين يغير ملامح التهديدات في البحر الأحمر
قام الحوثيون بتوسيع منطقة الحظر في البحر الأحمر بعد إطلاق صاروخ أصاب سفينة قرب ميناء ينبع، أحد الموانئ الاستراتيجية في السعودية. يشير الكاتب توماس كيث إلى أن هذا الهجوم يمثل دليلاً على توسع قدرة الحوثيين على إطلاق الصواريخ، حيث لم تعد هذه القدرة محصورة في مضيق باب المندب بل امتدت لتطال عُمق الممرات التجارية الحيوية في البحر الأحمر، مما يهدد محطات النفط ومراكز الحاويات والأرصفة البحرية بشكل مباشر.
تصعيد الحوثيين وتأثيراته على التجارة البحرية
يُعتبر ميناء ينبع مركزاً أساسياً لتصدير النفط الخام والمنتجات المكررة. وأي هجوم على هذا الميناء سيؤدي حتماً إلى تغيير مسارات الشحن وزيادة تكاليف التأمين، فضلاً عن التأثير السلبي على الشركات الأجنبية التي تكتشف أن منطقة بين قناة السويس ومضيق باب المندب أصبحت غير آمنة بالمرة.
يشدد المحللون على أن هذا التصعيد يُظهر التكلفة العالية للتوترات المستمرة في كل من غزة واليمن، حيث تظهر الجماعة الحوثية تأثيرها المباشر. يبعد ميناء ينبع حوالي 800 كيلومتر عن السواحل اليمنية، مما يبرز مدى قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات بعيدة. كما أن معظم السفن المغادرة من هذا الميناء هي ناقلات نفط، مما يظهر أن الحوثيين قادرون على تهديد صادرات النفط السعودي من مسافات تمتد إلى ألف كيلومتر.
وفي السياق، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن رصد إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية مرتبط بنفس النوع الذي استهدف السفينة قرب ينبع، مما يزيد من تعقيد الموقف ويؤكد مصدر الهجوم، رغم عدم توفر تفاصيل إضافية.
هذا التطور يتجاوز كونه مجرد تهديد بحري في البحر الأحمر، بل يُشير أيضاً إلى إعادة تشكيل تهديد إحدى نقاط التصدير الحيوية في المملكة، مما يعيد رسم الخريطة البحرية الآمنة بين قناة السويس ومضيق باب المندب.