عبداللطيف الشملان: البحريني الذي أخلص للكويت بصدق

عبداللطيف الشملان: البحريني الذي أخلص للكويت بصدق

عبداللطيف الشملان.. بحريني مخلص في خدمة الكويت

في مقال للباحث الكويتي الدكتور يعقوب يوسف الغنيم، تم تسليط الضوء على حياة الأستاذ عبداللطيف سعد الشملان، وهو شخصية بحرينية انتقلت إلى الكويت وأسهمت بحياتها في خدمتها بإخلاص وتفانٍ. لقد تميز الشملان بالالتزام في المناصب التي شغلها في الكويت خلال الأربعينات والخمسينات والستينات، ليصبح جزءاً من العلاقات التاريخية العميقة بين البحرين والكويت.

وأشار الغنيم إلى جهود الشملان الكبيرة في أداء واجباته، حيث حافظ على تقدير الناس له بسبب إخلاصه وطبيعته الطيبة. كان يتمتع بعلاقات جيدة مع الجميع ولم يحمل ضغائن تجاه أحد، بل كان قلبه مليئاً بالمحبة حتى وفاته في عام 1981.

ينتمي عبداللطيف الشملان إلى عائلة بحرينية معروفة، حيث كان والده الشيخ سعد عبدالله الشملان شخصية محورية في الحركة الوطنية البحرينية. وقد حظي بفرصة مرافقة والده في منفاه في الهند ودرس في مدارس بومباي، مما ساعده على تشكيل اهتمامه بالتعليم والثقافة منذ نعومة أظفاره. بعد عودته إلى البحرين، انخرط في سلك التعليم وأصبح مدرساً نشطاً في مدرسة الهداية الخليفية، حيث ترك أثراً واضحاً في الأنشطة الثقافية.

عبداللطيف الشملان.. رائد في المجال التعليمي

تأثرت مسيرته التعليمية بظروف البحرين السياسية، عندما أسس مدرسة خاصة أطلق عليها “دار العلم”. ومع تزايد الإقبال عليها من قبل أبناء الأعيان، واجهت السلطات البريطانية محاولاته بجهود للحد من نشاطه. في عام 1931، انتقل إلى مصر لمتابعة تعليمه في الأزهر، حيث برز بتفوقه وانغمس في الحياة الثقافية بالقاهرة.

أثناء دراسته، أقام علاقات صداقة قوية مع طلاب كويتيين آخرين، مما شجعهم لاحقاً على الانتقال إلى الكويت. وبعد عودته، عمل كمدرس في المدرسة المباركية ثم في المعهد الديني، وتولى إدارة المعهد ودائرة المعارف. مع مرور الوقت، تبوأ عدة مناصب مهمة، منها أمين عام مجلس الوزراء في الكويت، مما يدل على التقدير الذي ناله بسبب مساهماته.

عرف الشملان أيضاً بنشاطه الاجتماعي والثقافي، حيث ساهم في الكتابة للمجلات التعليمية وكان مهتماً بالقضايا الوطنية. ورغم الضغوط التي تعرض لها أثناء عمله، استمر في دعم التعليم في الكويت.

ترك الشملان إرثاً غنياً من الأبحاث والمقالات حول التعليم، ورغم قلة التكريم الذي حظي به مقارنةً بجهوده، إلا أن تأثيره لا يزال مستمراً في الجيل الجديد.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *