غزة: حقّنا لا يُباع ولا يُشترى

غزة: حقّنا لا يُباع ولا يُشترى

رفضت حركة حماس بشدة ما تروج له وسائل الإعلام الأمريكية حول خطط لتهجير سكان قطاع غزة بشكل مؤقت وتحويل المنطقة إلى وجهة اقتصادية وسياحية تحت إشراف الولايات المتحدة. وقد جاء هذا الموقف في سياق تقارير تشير إلى مشاريع قد تؤثر سلبًا على الهوية الوطنية الفلسطينية.

في تصريح له، أكد باسم نعيم، أحد قادة الحركة، أن “غزة ليست للبيع”، مشددًا على أن القطاع هو جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني. أشار نعيم إلى أن أي مشروع يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني يعتبر “باطلًا ولا يمكن تنفيذه” لما يرتبط به من حقوق تاريخية للشعب الفلسطيني. وبيّن أن الحركة لم تتلق أي اقتراح رسمي بهذا الخصوص، وأن المعلومات المتوفرة هي فقط ما يظهر في وسائل الإعلام.

وأضاف مسؤول آخر في الحركة أن فكرة التهجير تمثل عقلية استعمارية تهدف إلى إفراغ الأرض من سكانها الأصليين، مما يمنح الاحتلال الإسرائيلي غطاءً لاستمرار هيمنته. وأكد على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بمثل هذه الحلول التي تمس هويته الوطنية ووجوده.

من جهتها، كشفت صحيفة واشنطن بوست عن وثيقة تتضمن مشروعًا باسم “صندوق GREAT Trust” الذي يستهدف إعادة إعمار غزة، مشيرة إلى أن الخطة تقترح خيارات “خروج طوعي” لبعض سكان القطاع إلى دول أخرى أو مناطق تحت إدارة مؤقتة. كما تضم المقترحات مشاريع تهدف إلى تحويل غزة إلى وجهة استثمار وسياحة، مما أثار قلق الفلسطينيين حول مستقبل أرضهم.

وتشمل الوثيقة أيضًا خطة لإدارة مباشرة من قبل الولايات المتحدة للقطاعات الاقتصادية مثل الموانئ والمطارات، وهو ما اعتبره الفلسطينيون محاولة لتغيير الواقع بما يتجاوز حقوقهم الوطنية. وقد أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ضجة عندما اقترح نقل سكان غزة إلى دول مثل مصر والأردن لأغراض إنسانية، وهو ما قوبل باستنكار واسع، حيث أكدت القاهرة وعمّان رفضهما لهذا الاقتراح حتى تحت الضغوط الأمريكية.

يعتبر المحللون أن محاولة ترامب لتهجير سكان غزة لم تنجح حتى الآن، تحت ضغط الرفض العربي والتحديات العديدة، بما في ذلك المواقف الراسخة لمصر والأردن. في الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال انتهاكاتها العسكرية في غزة، حيث تتزايد أعداد الشهداء والمصابين منذ 7 أكتوبر 2023، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *