حقق فيلم “ضي” نجاحًا ملحوظًا بعد العرض الخاص الذي أقيم مؤخرًا، وقد نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. تتناول قصة الفيلم حياة فتى نوبي يعاني من داء الألبينو، الذي يُعرف أيضاً بـ “عدو الشمس”، ويتميز بصوت فريد من نوعه. يُظهر الفيلم صراعه مع التنمر في قريته النائية، ورغبته الجارفة في تحقيق حلمه في الغناء. تبدأ رحلة ضي من النوبة إلى القاهرة، حيث يسعى للانضمام إلى برنامج “ذا فويس”، مما يمنح الفيلم طابعًا إنسانيًا ملهمًا يُبرز الهوية المصرية.
تحت إشراف المخرج كريم الشناوي، استطاع الفيلم أن ينقل المشاهدين إلى رحلة سينمائية رائعة تُعكس جمالية الصعيد وسحر العاصمة. تبرز المشاهد المتنوعة جوانب نادرة من مصر، مما يجعل التجربة البصرية فريدة ومذهلة. في سياق القصة الإنسانية، تعاون الكاتب هيثم دبور بطريقة رائعة، مقدماً لحظات مؤثرة تبكي القلوب وأخرى مليئة بالفرح والإلهام. كما أضافت أغاني الفنان الكبير محمد منير لمسة مميزة، حيث كانت أغنية إيهاب عبد الواحد عن “الضي” تعزز من عمق المشاعر المرتبطة بالقصة.
قدم الممثلون أداءً متميزًا، حيث استطاعت الممثلة السودانية إسلام مبارك تجسيد مشاعر الأمومة بدور الأم المؤثرة لضي، معبرة بصدق عن صراعاتها الداخلية. بينما أضفت الممثلة السعودية أسيل عمران لمسة دافئة من خلال دور المعلمة الشابة أبلة صابرين، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من عائلة واحدة. كذلك، أبدع الشاب بدر محمد في تقديم شخصية ضي، حيث استطاع تجاوز الصعوبات بتقديم أداء يُعبر عن الأمل والحياة.
تميز الفيلم بتقديم شخصيات متنوعة من نجوم بارزين مثل أحمد حلمي ومحمد منير ومحمد ممدوح، الذين أسهموا بمشاهد محورية عززت من قوة العمل ككل. الفيلم ليس مجرد قصة فنية، بل يحمل رسالة قوية ضد التنمر، ويبرز أهمية التعاطف والفهم بين أفراد المجتمع. تتجلى فيه حب عميق لمصر وأهلها، مما يجعل الفيلم تجربة فنية فريدة تجمع بين المتعة البصرية والرسائل الإنسانية والاجتماعية العميقة.
في جوهر القصة، يسعى ضي لتحقيق حلمه في الغناء تحت رعاية والدته، ويتعرضان معًا لمجموعة من التحديات التي تعكس الحياة المصرية ومواقفها اليومية. تميز الفيلم أيضًا بتنوع ضيوف الشرف مثل محمد ممدوح وتامر نبيل وغيرهم، مما أضاف عمقًا آخر للعمل. بفضل الأداء الرائع لفريق العمل وتوجيه كريم الشناوي، الذي قدم إنجازات فنية متميزة، يعرض “ضي” تجربة سينمائية تستحق المشاهدة.
اترك تعليقاً