
الضربة الجوية الإسرائيلية على الحوثيين في صنعاء
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الهجوم الجوي الذي نفذته إسرائيل ضد الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء جاء بعد ساعات من حصول الاستخبارات الإسرائيلية على معلومات حول اجتماع وشيك لوزراء الحوثيين. وأفادت الصحيفة بأن ضباط الاستخبارات رصدوا إشارات تدل على تحضير الوزراء لعقد اجتماع لمتابعة خطاب زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، مما استدعى إرسال الطائرات الحربية لقصف موقع الاجتماع.
الهجوم وأثره على الحوثيين
أسفر الهجوم عن مقتل 12 مسؤولاً، من بينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح خطيرة. واعتبرت الصحيفة أن هذه العملية تمثل تحولاً في نهج الأمن الإسرائيلي، الذي أصبح يعتمد على الضربات الاستباقية والقوية. وقد صرح عوديد عيلام، المسؤول السابق في الموساد، بأن إسرائيل قد تخلت عن الأساليب التقليدية التي تؤكد على الردع المتناسب، معتبراً أن ما حدث هو تنفيذ لمبدأ “FAFO” (فعل ثم مواجهة العواقب).
بينما شكك بعض الخبراء في كون الضربة إنجازاً استخباراتياً بارزاً؛ حيث تم استهداف الجانب الإداري لجماعة الحوثي أكثر من استهداف بنيتها الأساسية. أوضح محمد الباشا، مؤسس شركة “باشا ريبورت” للاستشارات الأمنية، أن الضربة لم تخترق الشيفرة الداخلية للجماعة.
بعد الضربة الإسرائيلية، أطلقت الجماعة ثلاث طائرات مسيرة وعدداً من الصواريخ الباليستية نحو إسرائيل، كما حاولت استهداف سفينة قرب مضيق باب المندب. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل أنشأت في يوليو وحدة استخبارات جديدة لرصد الحوثيين، لتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات المتزايدة منهم.
وعلى الرغم من الحرب المستمرة منذ نحو عقد بين السعودية والحوثيين، فإن الإدارتين الأميركية السابقتين لم تتمكنا من تحقيق نتائج فعالة في ردع الجماعة. إذ توصلت إدارة ترامب في مايو إلى هدنة مع الحوثيين، غير أن الجماعة انتهكت الاتفاق في يوليو عبر شن هجوم جديد. وفي الشهر الماضي، أطلقت صاروخاً نحو إسرائيل، مبررةً أن الصاروخ يحتوي على ذخائر عنقودية، مما يعكس تفاقم المخاطر.
يبدو أن إسرائيل قد تواجه تحديات مماثلة لتلك التي عانت منها دول مثل السعودية والإمارات والولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين، مما قد يتطلب دعماً أمريكياً إذا كانت ترغب في خوض حملة طويلة الأمد ضدهم، وفقاً لحديث عوديد عيلام الذي أشار إلى أن إسرائيل لا يمكنها ضمان استمرارية هذه الحملة بمفردها.