إسرائيل تؤسس وحدة استخبارات لرصد أنشطة الحوثيين في اليمن

إسرائيل تؤسس وحدة استخبارات لرصد أنشطة الحوثيين في اليمن

زيادة العمليات الإسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت اجتماعاً لمسؤولين حوثيين بعد ساعات قليلة من اكتشاف الاستخبارات الإسرائيلية طبيعة اللقاء. يتساءل البعض عما إذا كانت إسرائيل قد عززت من قدراتها الاستخباراتية واستعداداتها لتنفيذ ضربات أكثر فعالية ضد الحوثيين.

تصعيد الهجمات ضد الحوثيين

يتضمن التقرير، الذي أعده دوف ليبر، معلومات تفيد بأن المخابرات الإسرائيلية تمكنت من مراقبة إشارة تشير إلى تنظيم اجتماع وزراء حكومة الحوثيين في صنعاء، العاصمة التي تسيطر عليها الحركة. بعد فترة قصيرة، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على قاعة مؤتمرات حيث اجتمع المسؤولون لمشاهدة خطاب لعبد الملك الحوثي، مما أسفر عن مقتل 12 مسؤولاً، من بينهم رئيس وزراء حكومة الحوثيين ووزير الخارجية.

أشارت الصحيفة إلى أن تفاصيل العملية جاءت من مسؤولين أمنيين مطلعين، موضحةً أن الهجوم كان جزءاً من جهود إسرائيلية لتعزيز فهمها للجماعة المدعومة من إيران. تعكس هذه الغارة موقف إسرائيل المتزايد الرامي لإرسال رسالة واضحة حول قدرتها على الرد على أي تهديد.

قال عوديد عيلام، المسؤول السابق في جهاز الموساد، إن إسرائيل تخلت عن الاستراتيجيات السابقة التي كانت تعتمد على الردود المتناسبة. فقد كان الضغط الإسرائيلي في الغالب ينصب على تدمير البنية التحتية، ويعتبر الخبراء أن الغارة الأخيرة تحمل طابعاً رمزياً أكثر من كونها ضربة مؤثرة على القوة العسكرية للحوثيين.

على الرغم من ذلك، يعتقد المحللون أن قادة الحوثيين سيضطرون إلى اتخاذ تدابير احترازية لتجنب رصدهم من قبل الاستخبارات الإسرائيلية. وقد حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أن بقايا القيادة الحوثية قد تكون معرضة للخطر نتيجة استهدافات مستقبلية.

مع مرور الوقت، أظهر الحوثيون قدرة كبيرة على التصدي للهجمات الجوية، فعلى الرغم من الجهود السعودية والأمريكية لوقفهم، استمرت الحركة في تمددها. وتعتمد قيادة الحوثيين على استراتيجيات متعددة لتفادي التجسس وتشغيل الأجهزة الإلكترونية، مما يزيد من صعوبة رصدهم من قبل الاستخبارات الإسرائيلية.

بعد توقف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، تم تشكيل وحدة خاصة لمتابعة الحوثيين تضم مئتي ضابط وجندي. ويترقب المسؤولون الإسرائيليون ردود الحوثيين، الذين لا يزالون يطلقون طائرات مسيرة وصواريخ باليستية تجاه إسرائيل. وكان الحوثيون قد حاولوا استهداف سفينة قرب باب المندب، لكنهم فشلوا في ذلك.

في أعقاب الضربات، أكد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، على إصرار الحوثيين على الانتقام وتعهدهم بالاستمرار في المقاومة ضد إسرائيل. يأمل الإسرائيليون أن تسهم هذه الضغوط في ردع الحوثيين وفي تحفيز حركة معارضة داخل اليمن تدعو للاحتجاج ضد الحوثيين.

تعتبر السيطرة الحوثية على ثلث الأراضي اليمنية وثلثي السكان تحدياً كبيراً لإسرائيل، مما يصعب أي محاولات عسكرية. ويوضح المحللون أن إسرائيل بحاجة إلى دعم أمريكي إضافي لمواجهة الحوثيين نظراً للطبيعة المعقدة للصراع.