سموتريتش يثبّت استراتيجيته لضم الضفة الغربية في ظل نزوح 76 ألف فلسطيني من غزة

سموتريتش يثبّت استراتيجيته لضم الضفة الغربية في ظل نزوح 76 ألف فلسطيني من غزة

تسعى الحكومة الإسرائيلية بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى تعزيز سيطرتها على الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. يأتي ذلك في إطار اجتماع يترأسه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والذي سيناقش المخاوف الأمنية المرتبطة بإمكانية اندلاع انتفاضة جديدة عقب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي مؤتمر صحفي، أكد سموتريتش، الذي يمثل توجهات يمينية متطرفة، أن الحكومة لن تسمح بتحويل المدن الإسرائيلية إلى مناطق مشابهة لغلاف غزة، مشيرًا إلى أن فرض السيادة على الضفة الغربية يعد خطوة فعالة للتصدي للاعتداءات السياسية على إسرائيل.

تتضمن خطط سموتريتش للسيطرة على الأراضي الفلسطينية الإشارة إلى دعم الإدارة الأمريكية لهذا الاتجاه. وقد صرح سابقًا بأن الوقت قد حان لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة المحتلة منذ عام 1967، خاصةً مع توجه العديد من الدول الغربية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأعرب عن هدفه في تحقيق أكبر قدر من السيطرة على الأرض مع أقل عدد من السكان الفلسطينيين.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، تقود فرنسا جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد انضمت بلجيكا إلى هذه الجهود، مع تأكيد دول مثل أستراليا وكندا دعمها للاعتراف. وقد أثارت هذه المواقف قلقًا كبيرًا لدى العديد من المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك نتنياهو الذي انتقد تصاعد الاعتراف الدولي بفلسطين.

وفي السياق نفسه، أدانت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي خطط الضم واعتبرتها “خطًا أحمر”. من ناحية أخرى، اعتبر قيادي في حماس أن تصريحات سموتريتش تعكس سياسة الحكومة الرامية لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الظروف الصعبة في غزة.

كما أدانت الحكومة الأردنية هذه التصريحات، ووصفتها بأنها انتهاك للقانون الدولي، مشددة على عدم إمكانية فرض إسرائيل لسيادتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن الواضح أن هناك قلقًا من احتمال تفاقم النزاع إذا استمرت هذه السياسات.

في الوقت نفسه، تتواصل المعارك في غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة عن سقوط العديد من الضحايا نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف، وسط نزوح آلاف السكان. وقد تدهورت الحالة الإنسانية بشكل كبير مع ارتفاع عدد الضحايا بسبب الجوع وسوء التغذية.

تشهد هذه الظروف تصعيدًا عسكريًا من الجانب الإسرائيلي، حيث يستعد الجيش لتوسيع نطاق عملياته، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة.