أصدرت دار الإفتاء الليبية في 3 سبتمبر 2025 بيانًا رسميًا تعبر فيه عن استنكارها لفتح الاعتمادات المستندية لصالح الشركة المنتجة لمشروبات “بيبسي كولا”، و”سفن أب”، و”ميرندا”، و”أكوافينا”، والتي تعمل تحت مسمى “الشركة الأفريقية للمشروبات الغازية” في ليبيا. وقد اعتبرت الدار أن لهذه الشركات دعمًا مباشرًا للكيان الصهيوني.
ودعا البيان مصرف ليبيا المركزي ووزارة الاقتصاد في حكومة الوحدة الوطنية إلى ضرورة وقف جميع التعاملات والإجراءات المتعلقة بهذه الشركة، مؤكدًا على الحاجة إلى سحب الترخيص وإغلاق المصنع، وتوجيه النشاط نحو الإنتاج المحلي الذي يعزز الاقتصاد الوطني.
كما ذكر البيان أن مجلس البحوث الشرعية قد أصدر فتوى تدعو لمقاطعة الشركات التي تدعم المعتدين، مشيرًا إلى أن التعامل مع هذه الشركات يعتبر مساهمة في الاعتداء على المسلمين وإزهاق أرواح الأبرياء، خاصة في ظل المجازر المستمرة ضد المدنيين في قطاع غزة.
وأوضحت دار الإفتاء أن استمرار فتح الاعتمادات بمئات الملايين من الأموال العامة لصالح تلك الشركات يعد انحرافًا عن المسؤولية الوطنية والدينية. ودعت الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والشرعية لحماية المال العام وتوجيهه نحو مشاريع إنتاجية محلية تساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
تحمل هذه الدعوة أهمية خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الحالية التي تواجه العالم العربي، حيث ترى دار الإفتاء أن دعم الشركات المرتبطة مباشرةً بالكيان الصهيوني يضعف من موقف الأمة ويؤثر سلبًا على مصالحها. لذلك، تعتبر الخطوات الواردة في البيان واجبًا شرعيًا ووطنيًا يتعين على الجميع الالتزام به والعمل من أجل فرض المقاطعة لحماية القيم والمصالح العليا للأمة.
يجب أن تتجلى التغييرات في السياسات التجارية بشكل إيجابي على الأوضاع الداخلية، وتشجيع تطوير الصناعة المحلية، مما يوفر فرص العمل ويعزز الاستقلالية الاقتصادية. تتطلب المرحلة الحالية تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لضمان تحقيق الأهداف المنشودة وحماية المال العام من التهريب والاستغلال.
اترك تعليقاً