
عودة ظاهرة “لا نينا” وتأثيراتها العالمية
حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من احتمال عودة ظاهرة “لا نينا” بدءًا من سبتمبر 2025، مع توقعات تشير إلى نسبة تصل إلى 55%. هذه التوقعات أثارت قلقًا بين العلماء والمهتمين بشؤون المناخ، حيث تشير الأبحاث إلى تأثيرات محتملة لهذه الظاهرة على أنماط الطقس العالمية. إن عدم الاستقرار المناخي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الموارد الطبيعية والقطاعات المختلفة.
انعكاسات ظاهرة “لا نينا”
تُعد “لا نينا” من الظواهر الجوية التي قد تؤدي إلى تغييرات بارزة في المناخ، ويتوقع أن نشهد زيادة في معدل هطول الأمطار في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات. بالمقابل، قد تعاني مناطق أخرى من جفاف شديد، مما يعكس تباينًا في الظروف المناخية. هذا التفاوت يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي، حيث يعتمد المزارعون بشكل أساسي على الأنماط المناخية المعروفة قبل بدء الفصول الزراعية. عندما تتعطل هذه الأنماط، تزداد المخاطر المترتبة على فقدان المحاصيل وارتفاع الأسعار.
علاوة على ذلك، قد تتسبب الظاهرة في آثار طويلة الأمد على إدارة الموارد المائية. زيادة الأمطار في مناطق معينة وجفافها في مناطق أخرى قد يضع ضغطًا كبيرًا على الموارد المائية، ويؤدي إلى تنافس أكبر بين استخدامات المياه المختلفة مثل الزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي. ومن هنا، يتعين على الحكومات والمجتمعات اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز استدامة المياه وضمان توفرها لمواجهة التحديات المقبلة.
تكيّف المجتمعات مع هذه التغييرات المناخية لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة ملحة. يجب على المؤسسات والمواطنين العمل معًا على تطوير استراتيجيات فعّالة. من الأهمية بمكان تعزيز الأبحاث والدراسات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتاريخ المرتبط بها لضمان اتخاذ خطوات دقيقة لمواجهة التأثيرات السلبية المحتملة. كما ينبغي أن يتعاون المجتمع الدولي للبحث عن حلول مشتركة لهذه التحديات التي تتجاوز الحدود الوطنية.