السعودية تواجه تحديات الألعاب: حماية الأطفال من المخاطر الرقمية

تحديات منصة روبلوكس في السعودية

تُعتبر منصة “روبلوكس” واحدة من أبرز منصات الألعاب التفاعلية التي تحظى بشعبية كبيرة لدى المستخدمين، وخاصة الأطفال والمراهقين في السعودية. تتيح هذه المنصة للاعبين إمكانية إنشاء عوالم افتراضية خاصة بهم، بالإضافة إلى الاستمتاع بالألعاب التي أنشأها مستخدمون آخرون. ومع ذلك، يجب علينا أن نكون واعين للمخاطر والتحديات التي تصاحب هذه المنصة، خاصة في السياق السعودي والعربي بشكل عام. حيث يصل العديد من الألعاب المتاحة على “روبلوكس” إلى الأطفال عبر الأجهزة الذكية، مما يزيد من احتمال تعرضهم لمواقف غير مرغوب فيها، مثل المضايقات والتحرش، بما في ذلك التحرش اللفظي والجنسي.

مخاطر تكنولوجيا الألعاب التفاعلية

تشير التقارير المتعددة إلى حدوث حالات تحرش للأطفال النشطين على منصة “روبلوكس”. ويستغل المتحرشون خاصية التواصل لاكتساب قرب منهم، متظاهرين بأنهم أطفال، مما يتيح لهم بناء علاقة مزيفة قائمة على الصداقة. في بدايات هذه العلاقة، قد يظهر المتحرش كشخص لطيف يسعى لكسب ثقة الطفل من خلال تقديم هدايا افتراضية مثل “روبوكس”، ولكن مع مرور الوقت قد يتطلب معلومات شخصية أو صور، وقد يحاول الانتقال بالمحادثات إلى منصات تواصل أخرى مثل واتساب أو إنستغرام.

تسليط الضوء على قضية شهيرة يبرز المخاطر المرتبطة بالمنصة، حيث تم رفع دعوى قضائية ضد “روبلوكس” بعد أن طلب أحد المتحرشين من فتاة في العاشرة من عمرها صورًا غير لائقة عبر الدردشة. هذه الحادثة أثارت جدلاً واسعاً حول كيفية حماية الأطفال، وفي ضوء هذه الأحداث، هنالك أكثر من 300 حالة قيد التحقيق، مما يضع منصة “روبلوكس” تحت scrutiny ويشير إلى وجود اتهامات بتسهيل استغلال الأطفال، وهو أمر يستدعي تطوير آليات فعالة للحماية والأمان.

في ظل هذه المخاطر، قامت الجهات المسؤولة في السعودية باتخاذ خطوات جدية لمكافحة مثل هذه السلوكيات. حيث تعاونت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام مع “روبلوكس” لحجب العديد من الألعاب وإيقاف بعض ميزات التواصل مثل الدردشة، في انتظار أن تكمل الشركة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيف مشرفين محليين لضمان أمان المستخدمين الصغار. ويعكس ذلك التزام المملكة بخلق بيئة رقمية آمنة تدعم الابتكار والإبداع، مما يساعد الأجيال الجديدة على التطور بعيدًا عن المخاطر المحتملة.