ظهرت بقعة وردية في سماء بعض المناطق بالمملكة العربية السعودية، مما أثار فضول الأشخاص ودفعهم للتساؤل حول طبيعة هذا المشهد. حيث تم تداول صور ومقاطع فيديو له بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
تداول البعض أن هذه الظاهرة قد تكون حادثة فلكية نادرة أو حدثًا طبيعيًا غريبًا. ومع ذلك، جاءت التوضيحات العلمية لتفسير هذا المشهد. أوضحت جمعية “مدار الفلك” في جازان أن هذه البقعة ليست ناتجة عن ظواهر جوية أو كونية غير عادية، إنما هي نتيجة لإطلاق صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”، والذي يُستخدم لنقل أقمار “ستارلينك” للاتصالات إلى الفضاء.
أثناء رحلته، يقوم الصاروخ بإطلاق بخار الوقود في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وعندما ينعكس ضوء الشمس على هذا البخار، يتشكل مشهد بصري رائع يظهر كسحابة مضيئة بألوان تتراوح بين الأبيض والوردي والأرجواني.
ترتبط هذه الظاهرة بطريقة عمل الصاروخ عند الإطلاق، حيث تنبعث كميات هائلة من بخار الوقود والغازات. وعندما تصطدم أشعة الشمس بجزيئات الوقود في الغلاف الجوي العلوي، تنعكس بألوان متنوعة تعتمد على الزاوية والوقت. تكون هذه المشاهد أكثر وضوحًا بعد غروب الشمس مباشرة أو قبل شروقها، حينما يكون الصاروخ في طبقات مرتفعة لا تزال مضاءة بأشعة الشمس بينما تكون الأرض مظلمة نسبيًا.
ومن الأمور المثيرة للدهشة في هذه الظاهرة اللحظة التي ينفصل فيها مراحل الصاروخ، حيث ينتج عن ذلك ما يشبه فقاعة ضوئية تتحرك ببطء عبر السماء، مما يجعلها لافتة للنظر. وقد شبه البعض هذا المشهد بـ “نافذة سماوية” بسبب طبيعته غير المعتادة.
على الرغم من أن هذه الظاهرة أثارت استغراب بعض الناس وربما خوف البعض الآخر، إلا أن التفسير العلمي يؤكد أنها حدث طبيعي اعتيادي ناتج عن الأنشطة الفضائية المتزايدة. مثل هذه المشاهد تعكس التوسع الكبير في مجالات الفضاء والاتصالات، حيث يهدف إطلاق أقمار “ستارلينك” إلى تحسين خدمات الإنترنت العالمية عبر شبكة أقمار صناعية متطورة. ومن المتوقع أن تتكرر هذه الظواهر في المنطقة مع زيادة عدد عمليات الإطلاق.
يمكن القول إن البقعة الوردية التي أضاءت سماء المملكة تعكس نشاطات تكنولوجية بشرية في الفضاء، وليست ظاهرة غامضة أو مقلقة، بل هي نتيجة لتفاعل أشعة الشمس مع بخار الوقود المنبعث من صاروخ “فالكون 9” خلال مهمته. تُعتبر هذه المشاهد تذكيرًا بأن العالم يتجه نحو عصر الفضاء بخطوات متسارعة، وما نشهده اليوم هو جزء من مستقبل يعتمد على التكنولوجيا والابتكار لخدمة الإنسانية.
اترك تعليقاً