أعلنت وزارة التعليم في السعودية عن نظام جديد لتقويم الطلاب في المرحلة الثانوية، يتضمن تحديدًا واضحًا للمواد التي سيتم اختبارها نهائيًا، والمواد التي ستعتمد بدلاً من ذلك على نظام التقويم التكويني المستمر. يهدف هذا القرار إلى تحديث أساليب التعليم وجعلها أكثر عدالة وواقعية، من خلال تحقيق توازن بين قياس المعايير في المواد الأساسية والتركيز على الأداء المستمر في مواد أخرى.
وفقًا للنظام الجديد، فإن المواد التي سيخضع فيها طلاب المرحلة الثانوية للاختبارات تشمل الرياضيات، حيث يُقاس مستوى دقة الطلاب عبر أسئلة معيارية. اللغة الإنجليزية تُعتبر لغة أساسية تساهم في التواصل الأكاديمي والمهني، مما يتطلب اختبارًا شاملًا يقيس المهارات المختلفة. أما اللغة العربية، فتُعد أداة تعبير رئيسية، حيث يساعد الاختبار في تقييم مهارات القراءة والكتابة والتحليل. وتتضمن المواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء، التي تحتاج لاختبارات دقيقة نظرًا لأهمية المفاهيم فيها.
أما المواد الأخرى، سواء كانت إنسانية أو تربوية أو مهارية، فسيتم تقييم الطلاب من خلالها باستخدام نظام التقويم التكويني المستمر، المعتمد على الأداء العملي وواجباتهم الدراسية. يساعد هذا النظام في التخفيف من الضغط النفسي الناتج عن الاختبارات التقليدية، مما يمنح الطلاب فرصًا أكبر للتفاعل والمشاركة.
تعددت التساؤلات حول سبب اعتماد اختبارات نهائية لبعض المواد دون الأخرى، ويعود ذلك لطبيعة المادة نفسها. فمواد الرياضيات والعلوم تتطلب قياسًا دقيقًا لمستوى الأداء، إذ أن أي ضعف في هذه المواد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل الطالب. بجانب ذلك، تُعتبر اللغة الإنجليزية مادة عالمية تتطلب قياسًا مستمرًا لقدرة الطالب على التواصل.
في المقابل، فإن المواد الأخرى ترتبط بالسلوكيات والقيم والمهارات الحياتية التي لا يمكن قياسها من خلال اختبارات نهائية، بل تحتاج إلى تفاعل وممارسة يومية. سيكون لهذا النظام الجديد تأثير كبير على الطلاب، من المتوقع أن يقلل الضغط المرتبط بفترة الاختبارات النهائية، ولكن في نفس الوقت، فإن المسؤولية تتحمل على عاتق الطلاب لمتابعة دراستهم اليومية بجدية، إذ لا يمكن تعويض الدروس المرتبطة بالتقويم التكويني في نهاية الفصل.
اترك تعليقاً