
فضحت أزمة عودة المدربين واللاعبين المصريين من ليبيا وجود أعداد كبيرة منهم تعمل في الدوريات الليبية على الرغم من ظروف الحرب والتحديات هناك، بحثاً عن فرص للعيش أو للحصول على فرص عمل بعد تضاؤل الفرص في الملاعب المصرية.
الحقيقة أن كرة القدم في مصر لا تعاني فقط من مشاكل في المسابقات وأزمات المباريات، بل هناك أيضاً مشكلات خفية تتعلق بسيطرة مافيا خطيرة على سوق عمل المدربين في الأندية. هذه المافيا تهيمن على اتخاذ القرارات وتفرض أسماء معينة في الأندية، حيث تفتقر عملية الاختيار إلى المعايير المناسبة. يتم تعيين المدربين وفقاً لحسابات المجاملات والعمولات والتلاعبات من قبل مكاتب التسويق والسماسرة، بعيداً عن الكفاءة والجدارة.
في خضم هيمنة السماسرة على سوق التدريب، يُلاحَظ أن عددًا كبيرًا من المدربين الذين حققوا نجاحات كبيرة خارج مصر لم يحصلوا على فرص تدريب في الأندية المصرية. على سبيل المثال، واجه خالد جلال، المدرب السابق للزمالك والبنك الأهلي، صعوبات في العمل داخل مصر مما جعله يتجه نحو تحديات ليبيا، حيث تمكن من قيادة ناديه للصعود للدوري السداسي لأول مرة منذ 9 سنوات.
أيضًا، لم يتمكن مصطفى مرعي، المدرب السابق لنادي المقاولون العرب، من الحصول على فرصة في الأندية المصرية رغم نجاحاته مع الأندية الليبية مثل الوفاق والبشاير. كذلك، حاول طارق السيد، حارس مرمى الزمالك السابق، العمل بمصر ولكنه واجه عوائق من قبل سماسرة سوق التدريب ليفضل العودة للعمل في الإمارات.
يبقى السؤال المحير، كيف يمكن أن نجد مدربين ناجحين ويحققون إنجازات خارج مصر، بينما لا تتاح لهم الفرص للعمل في بلدهم؟