
أشاد السفير الألماني في القاهرة، يورجن شولتس، بالدور المحوري الذي تقوم به مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي، واصفًا إياها بأنها “صوت العقل ومرساة الاستقرار” في منطقة الشرق الأوسط التي تواجه أزمات وتوترات عديدة.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم، أكد شولتس أن مصر تظهر شجاعة ومسؤولية أمام مجموعة كبيرة من التحديات، بدءًا من الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، مرورًا بالتوتر المستمر في ليبيا، وصولًا إلى الوضع الصعب في غزة والصراع الدامي في السودان. وعبر عن تقديره للنهج المتوازن الذي تتبعه مصر في سياستها الخارجية، قائلًا إن الدور المصري هو دور مسؤول ومتوازن.
وأشار إلى أن التنسيق الوثيق مع مصر سيظل جزءًا أساسيًا في جهود ألمانيا لمواجهة أزمات المنطقة، مؤكدًا أن القاهرة تُعد من أكثر الأطراف تأثيرًا في تحقيق السلام، ليس فقط في غزة ولكن في الشرق الأوسط بشكل عام. كما أوضح أن بلاده تعتبر مصر شريكًا مهمًا في الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في غزة، مثمنًا المساعي الدبلوماسية المصرية بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كخطوة أولى لازمة تمهد الطريق لمفاوضات أوسع تؤدي إلى حل دائم وعادل.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، وصف شولتس الوضع بأنه “كارثي”، مما يثير حزنًا عميقًا لدى الشعب الألماني. وأكد أن بلاده تسعى من خلال سياستها الخارجية إلى تحقيق توازن بين دعم العلاقات الخاصة مع إسرائيل نظرًا للتاريخ الألماني، وفي الوقت ذاته الالتزام بدعم الحقوق الفلسطينية على مر العقود على المستويين السياسي والإنساني.
وأوضح شولتس أن ألمانيا ما تزال تؤمن بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام، وأن أي مبادرة لا تشمل مشاركة الفلسطينيين أو تفرض عليهم من الخارج لن تؤدي إلى نتائج حقيقية. وأكد أيضًا معارضته للحصار والاحتلال وتهجير الفلسطينيين قسريًا.
ثمة تأكيد من السفير أيضًا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن ضمن إطار الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، مشددًا على أهمية حماية المدنيين كأولوية قصوى في أي عمليات عسكرية.
كما تناول شولتس جهود بلاده في المجال الإنساني، مشيرًا إلى أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة حاليًا لا يزال أقل بكثير من المطلوب لتلبية الاحتياجات المتزايدة، مؤكدًا زيادة حجم المساعدات الإنسانية الموجهة إلى القطاع. وأوضح أنه قام بزيارة مطار العريش مرتين للإشراف على إيصال المساعدات الألمانية إلى غزة، مما يدل على جدية بلاده في تقديم الدعم المباشر وزيادة حجم المساعدات الإنسانية.
وأكد السفير على دعم بلاده للحل السياسي المقترح في إطار الخطة المصرية العربية الإسلامية، قائلًا إنه يؤيد هذه الخطة ويأمل في بدء تنفيذها الفعلي، نظرًا للحاجة الماسة لحلول شاملة تنهي معاناة الفلسطينيين وتفتح أفقًا حقيقيًا للسلام.
كما أشار إلى تأييد ألمانيا القوي لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، بما فيهم مواطنون ألمان، معتبرًا أن هذه النقطة مركزية في أي تقدم تفاوضي قادم.