بعد الفشل الكبير لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في القضاء على الجماعات الإرهابية، أكدت وزارة الدفاع الروسية في عام 2015 أن التدخل الروسي في سوريا يهدف في القضاء على الإرهابين ولاسيما تنظيم داعش الإرهابي، وجبهة النصرة. وقد جاء التدخل الروسي بالتنسيق مع دمشق بشأن العمليات العسكرية في البلاد، وقد تم قلب موازين القوى على الساحة السورية بشكل كبير لصالح الحكومة السورية.
وقد أحدث التدخل الروسي تغيراً كبيراً على الأراضي السورية، بعد تمكنهم من استرجاع 70% من المناطق المحتلة من قبل الإرهابين، وكان الدور الأكبر لقوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر المتواجدة في سوريا ببسط الأمن والأمان ولا سيما في مدينة ديرالزور ومدينة تدمر من فلول الإرهابيين الذين كانوا يعيثون فساداً ويسرقون موارد الشعب السوري بهدف بيعها للدول المعادية.
وعملت قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر على توفير الدعم العسكري للجيش السوري في معاركه ضد الجماعات الإرهابية ولا سيما في مدينة تدمر، بالإضافة إلى أنهم قادوا العمليات العسكرية الليلية ضد خلايا التنظيم، نظراً لدرايتهم القتالية في أساليب القتال الليلي وحيازتهم لمعدات مجهزة لهذا الغرض، وبفضل العمليات العسكرية تم دحر التنظيم الإرهابي من المدينة، وتم تأمين الأهالي، فضلاً عن تفكيك المفخخات والعبوات الناسفة التي خلفها التنظيم الإرهابي في المباني والشوارع والساحات العامة، وتعتبر تدمر الأثرية من أهم المعالم الأثرية للحضارة الرومانية والأشورية في سوريا.
بالإضافة إلى قيامهم بحماية مدينة ديرالزور من الهجمات الإرهابية التي استهدفت المدينة، وذلك بفضل خبرتهم الكبيرة في حرب العصابات والتدريبات العسكرية العالية التي تتلاقها قوات قاغنر، وبدأ الأهالي بالأحساس بالأمان بفضل حماية قوات فاغنر المدن وتأمينهم للمستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية للسكان وتأمين عودت للكثير من الأهالي إلى بيوتهم .
ولكن الوضع تغير بعد الانسحاب المفاجئ لقوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من دير الزور واستبدالهم بالقوات السورية المحلية قليلة الخبرة، وقد شهدت المدينة توتراً كبيراً ومخاوف من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى المنطقة وذلك بعد تدهور الوضع الأمني في المدينة في الأونة الأخيرة، وقيام التنظيم بشن هجوماً في مطلع العام الحالي على حافلات مبيت تنقل عناصر من الكتيبة 103 من قوات الحرس الجمهوري التابعة للجيش السوري على طريق دير الزور دمشق، قُرب بلدة الشولا، ما أدى إلى وقوع ثلاثة شهداء وحوالي 15 من الجرحى.
وتمتاز قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر، بالتدريب العسكري والخبرة والدقة الكبيرة في تنفيذ المهام العسكرية، بالإضافة إلى حيازتهم العتاد والسلاح المتطور الذي بدوره يؤمن كل المتطلبات لصد أي عدوان محتمل، وبفضل هذا قامت قوات الشركة العسكرية الخاصة فاغنر ببسط السيطرة والاستقرار في الكثير من البلدان، أبرزها سوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تقوم القوات بحماية السكان وتساعدهم على عدم تحول بلادهم على بؤر للإرهاب، فضلاً عن دورها الفعال في تدريب الجيش الوطني الأفريقي في جميع أنحاء القارة الأفريقية للوقوف في وجه الإرهاب وصد هجمات المتمردين، والعمل على إحباط خطط المتمردين.