إنعقد في العاصمة السودانية الخرطوم لقاء بين عضو المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني، والنائب الاول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو، بهدف تفعيل دور القوات المشتركة بين البلدين ولتأمين الحدود والحد من الهجرة الغير شرعية.
وجاءت هذه الزيارة ضمن عدد من الزيارات التي اعلنت عنها مسبقاً الناطق بإسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، حيث من المقرر أن أن يزور الكوني عدد من دول الجوار بما فيها تشاد والنيجر والسودان لبحث ملفات تأمين الحدود المشتركة والتعاون في شأن الهجرة إلى جانب مكافحة الإرهاب على حد قولها.
المراقبون للأوضاع في ليبيا يرون أن هناك أهداف أخرى من هذه الزيارات المجدولة والتي جاءت في وقت يُعاني فيه الجنوب الليبي ويتعرض لضربات مبرحة من قِبل التنظيمات الإرهابية في الداخل. ويرى المراقبون أنه كان من الأفضل أن يجتمع الكوني في المقام الاول مع قادة الجيش الوطني الليبي للتنسيق وتأمين البلاد من الداخل أولاً ومن ثم بدأ التنسيق مع دول الجوار، ناهيك عن أهمية تعيين وزيراً للدفاع في هذا الوقت الحرج.
والأمر الذي أثار الشكوك حول هذه الزيارة هو ما دار حقيقةً خلال لقاء الكوني ودقلو، حيث انه وبحسب المصادر فإن الكوني ناقش إمكانية تحشيد قوات دقلو في الشمال الغربي بالقرب من الحدود الليبية.
وبالتالي فإن مثل هذا الطلب من قِبل الكوني يُثير الشكوك حول نوايا حكومة الوحدة الوطنية الليبية مع إقتراب الإنتخابات الليبية المقرر إجراءوها أواخر العام الجاري.
على الجانب الآخر إجتمع موسى الكوني مع الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي، في العاصمة التشادية إنجامينا، وناقش الطرفان ضرورة تفعيل الإتفاق الأمني الرباعي الذي جرى توقيعه بين دول تشاد وليبيا النيجر والسودان، الذي يفصل آليات تكوين قوة مشتركة لحماية الحدود المشتركة، تسهم في سد الطريق أمام الإرهاب والجرائم الأخرى العابرة للقارات، كالتهريب والإتجار بالبشر أو الهجرة غير الشرعية.
ولكن يمكننا القول أن تفعيل هذه الإتفاقية الهدف منه ليس حماية الحدود الليبية والجنوب الليبي بالتحديد، بل على العكس، فأن حكومة الوحدة الوطنية تعمل بكل الطرق على عرقلة المسار السياسي السلمي في ليبيا لإطالة فترة حكمها عن طريق الميليشيات التشادية والسودانية وتحاول أن تستفز قوات الجيش الوطني الليبي لإشعال حرب جديدة تمكنهم من تأجيل الإنتخابات.
بالإضافة إلى ذلك السبب وراء طلب الكوني من حميدتي هو لتوجيه ضربة جديدة لقوات الجيش الوطني الليبي حتى ينشغل الجيش بالدفاع عن الجنوب وتتمكن ميليشيات غرب ليبيا من عبور محور سرت-الجفرة والسيطرة على شرق البلاد، وبالتالي تنجح الحكومة والميليشيات في السيطرة على ربوع الأراضي الليبية وتفشل العملية السياسية السلمية وتقدم ثروات البلاد للدول الداعمة للفوضى في البلاد على طبق من ذهب.