تطورات عديدة تشهدها الساحة السياسية في ليبيا بعد فشل إجراء الإنتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر الماضي، ما أحبط آمال ملايين الليبيين الذين عاشوا منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011 حالة من الشتات والفوضى وعدم الأمن والإستقرار.
فشل الإنتخابات الرئاسية في ليبيا خلق تحالفات جديدة بين الأطراف السياسية في الداخل الليبي، ومحاولات الدول للإستفادة من حالة الفوضى لتحقيق مصالحها وأجنداتها في ليبيا ودول جوارها.
ومن بين الدول التي قررت إستغلال أطماع بعض السياسيين الليبيين للوصول إلى كرسي الحكم نجد قطر، التي سعت بإستمرار إلى تنفيذ أجندتها وإسقاط النظام الحاكم في دولة تشاد، ففي فبراير 2008 هاجم متمردو إتحاد قوات المقاومة المدعومة من الدوحة ونجحوا في الوصول إلى العاصمة التشادية إنجامينا لكن قوات الحكومة أحبطت هجومهم.
ومنذ ذلك الوقت تحاول قطر وحلفاؤها زعزعة أمن وإستقرار تشاد والسبب وراء هذا الكره هو تقرب الرئيس التشادي الراحل، إدريس ديبي، من المحيط العربي وإنتقاده لدور قطر الهدام في ليبيا وهو ما يُزعزع الأمن القومي التشادي.
واليوم بدأت قطر في البحث عن من هو قادر على دعم الجماعات المسلحة من ليبيا لتوجيه ضربة قوية للحكومة الإنتقالية في تشاد والتي يرأسها نجل الرئيس الراحل، محمد إدريس ديبي، مقابل تحقيق مطالب من هو قادر على تقديم هذا الدعم، وبالنظر إلى التطورات الأخيرة يبدو أنهم وجدوا في القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، الشريك الأمثل.
فبحسب الأنباء توجه خليفة حفتر في زيارة سرية إلى الدوحة يوم الأثنين الماضي للقاء قادة الجماعات المسلحة التشادية برعاية قطرية، لبحث سبل التعاون التي يمكن تنفيذها بين الطرفين.
الخبير العسكري والمحلل السياسي، محمد الفيتوري، يرى أن سبب هذه الزيارة بالتزامن مع فشل الحوار بين الحكومة التشادية والجماعات المسلحة، الهدف منه أن يوفر اللواء المتقاعد خليفة حفتر الدعم اللازم للجماعات المسلحة التشادية على الحدود الجنوبية الليبية التشادية، لتنفيذ هجوم مباشر على إنجمينا وإسقاط الحكومة المؤقتة.
وإستكمل الفيتوري حديثه قائلاً: “خليفة حفتر في المقابل سينال الدعم المادي من قطر لتقوية صفوف جيشه، وتنفيذ هجوم مباغت على العاصمة الليبية طرابلس لإزاحة حكومة الوحدة الوطنية الليبية، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، والوصول إلى كرسي الحكم بعدما فشل في ذلك عن طريق الإنتخابات الرئاسية، التي تم تأجيلها لأجل غير مسمى.”
وإختتم الفيتوري وقال أن هذا التعاون بين الجماعات المسلحة التشادية وخليفة حفتر والدوحة، سيؤدي إلى زعزعة إستقرار ليبيا وتشاد ويُعيدهما إلى نقطة البداية بعدما كانتا على بعد شبرين أو أكثر من إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة تُعيد لكلا البلدين سيادتهما.