إرث صناعة الخوص في منطقة القصيم
تعتبر منطقة القصيم غنية بإرثها الثقافي والتاريخي في مجال صناعة الخوص، حيث تعكس المهارات الحرفية التقليدية التي انتقلت عبر الأجيال، وذلك من خلال “كرنفال بريدة للتمور”. يجذب هذا الكرنفال الزوار، حيث يتم تسليط الضوء على الحرفيات اللواتي يعرضن مراحل صناعة الخوص، بدءًا من تنقيع سعف النخيل وتجفيفه، ثم تشكيله إلى جدائل تُستخدم لصنع منتجات متنوعة.
حرفة الخوص التقليدية
تؤكد الحرفية أم عبدالله أن وفرة النخيل في منطقة القصيم ساهمت في جعل صناعة الخوص مصدر رزق رئيسي للعديد من الأسر المنتجة. تبرز هذه الصناعة الطلب المتزايد على المنتجات التقليدية مثل القُفف والسلال والمناسف، بالإضافة إلى الأواني التراثية التي تحظى بشعبية كبيرة بين المستهلكين، نظرًا لارتباطها العميق بالهوية الثقافية للمنطقة. فقد كانت صناعة الخوص تُستخدم قديمًا لتلبية الاحتياجات المنزلية، ومع مرور الزمن، تطورت المنتجات والتصاميم بشكل ملحوظ، مما جعلها واحدة من الحرف الأصيلة التي تربط الماضي بالحاضر.
لقد أسهم الكرنفال في نشر الوعي حول هذه الصناعة وأهمية الحفاظ عليها، حيث يشكل حلقة وصل بين الأجيال الجديدة وتراثها الغني، مما يعزز الفخر الثقافي لدى سكان المنطقة ويعكس شغفهم بتراثهم. إن صناعة الخوص تعد أكثر من مجرد حرفة، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والاجتماعية لمنطقة القصيم، ودليل حي على مهارة وإبداع الحرفيات اللاتي حافظن على هذه التقاليد رغم التحديات المعاصرة.
اترك تعليقاً