انخفاض أسعار النفط نتيجة مخاوف إنتاج أوبك+ وضعف الاقتصاد الأمريكي

انخفاض أسعار النفط نتيجة مخاوف إنتاج أوبك+ وضعف الاقتصاد الأمريكي

تراجعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، بسبب قلق المتعاملين من احتمالية زيادة الإنتاج من قبل تحالف “أوبك+”، إلى جانب المؤشرات السلبية المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي وارتفاع المخزونات في مركز تخزين رئيسي. انخفض سعر خام برنت، المؤشر العالمي، ليصل قريباً من 67 دولاراً للبرميل، بينما تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط دون 64 دولاراً. يأتي هذا الانخفاض بعد تقارير تفيد بأن “أوبك+” ستناقش زيادة جديدة في الإنتاج خلال الاجتماع المقرر نهاية الأسبوع، على الرغم من أن بعض المندوبين أكدوا أن المملكة العربية السعودية وشركاءها لم يتخذوا قراراً نهائياً بعد بشأن مستويات الإمدادات.

أظهرت التقديرات في الولايات المتحدة ارتفاع مخزونات الخام في مركز كوشينغ، بولاية أوكلاهوما، بمقدار 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. وفي حال تأكيد البيانات الرسمية لهذا الرقم يوم الخميس، سيكون ذلك أكبر ارتفاع أسبوعي منذ مارس. تراجعت أسعار خام برنت بنحو 10% منذ بداية العام، ويعود ذلك جزئياً إلى أن “أوبك+” قامت بفك القيود الإنتاجية بسرعة من أجل استعادة حصتها السوقية مع زيادة الإمدادات من الدول غير الأعضاء في التحالف، وسط مخاوف من تباطؤ الطلب على النفط نتيجة السياسات التجارية الجديدة.

تشير هذه العوامل مجتمعة إلى توقعات بفائض محتمل في الإمدادات، مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات المخزون العالمي. وعلق محلل في “كومنولث بنك أوف أستراليا” بأن العقود الآجلة لخام برنت التي تتداول حالياً فوق 65 دولاراً قد تدفع “أوبك+” للتفكير في زيادة الإنتاج مرة أخرى.

من جانب آخر، أشار “الاحتياطي الفيدرالي” إلى أن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة لم يتغير كثيراً في الأسابيع الأخيرة، حيث تراجع عدد الوظائف الشاغرة إلى أدنى مستوى له في عشرة أشهر، مما يعكس ضعفاً متزايداً في سوق العمل نتيجة استمرار حالة عدم اليقين. تشير أيضاً مؤشرات سوق النفط إلى تحسن طفيف، حيث انخفض الفارق الزمني بين أقرب عقدين لخام برنت إلى حوالي 45 سنتاً للبرميل، بعد أن كان يتجاوز الدولار قبل شهرين.

في سياق متصل، كانت السياسة الأمريكية تجاه روسيا، وخصوصاً الجهود الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا واستهداف صادرات النفط الروسية، محط اهتمام كبير في الأسواق. حيث أشار الرئيس ترامب إلى إمكانية فرض مزيد من العقوبات على الهند بسبب شرائها النفط الروسي، في حين أفاد وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت بأن نحو 90% من صادرات روسيا من النفط تتجه نحو الصين والهند، مما يعكس التحركات الأمريكية لتقليل قدرة موسكو على تمويل جهودها الحربية، ما قد يسهم في تحقيق السلام في المنطقة.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *