إدفو: مسار روحي نحو مقام الشاذلي عبر برنامج ‘مصر تغني’

إدفو: رحلة روحية في سيرة الشاذلي عبر موسيقى مصر

لم تعد إدفو، الواقعة شمال أسوان، مجرد نقطة عبور، بل أصبحت محطة مركزية وبوابة روحية للمقام الشريف للإمام سيدي أبي الحسن الشاذلي في جبل حميثرة بمرسى علم. يُعتبر طريق “إدفو – مرسى علم” الأكثر شيوعاً واستخداماً من قبل الزوار، مما يُعزز من قيمة المدينة، خصوصاً خلال موسم المولد، الذي يتحول فيه النشاط التجاري في إدفو إلى ذروته، حيث يعتمد سكانها على هذا الموسم كمصدر رئيسي للدخل، مما ينعش الاقتصاد المحلي.

علاقة متينة: إدفو وحميثرة

العلاقة بين إدفو والمقام ليست محصورة في الجانب الجغرافي فقط، بل تمتد لتشمل تفاصيل الحياة اليومية. يشير القائمون على الساحات إلى أن مياه الشرب التي تغذي مقام الشاذلي في جبل حميثرة، والتي تُعتبر شريان الحياة للزوار، تأتي من نهر النيل في إدفو. وتُنقل هذه المياه عبر خزانات مخصصة لتلبية احتياجات الزائرين، مما يُبرز دور إدفو كعنصر حيوي لا ينفصل عن المقام.

برنامج “مصر تغني” وتوثيق الرحلة الروحية

الإعلامي أحمد عطا الله، من خلال برنامجه “مصر تغني” في موسمه الثاني، قام بتوثيق العديد من الأحداث الروحية والقصص المرتبطة بمقام سيدي أبي الحسن الشاذلي. ومن بين تلك القصص، رواية مثيرة حدثت لفريق البرنامج، عندما توقفت سيارتهم بشكل مفاجئ بعدما رفض السائق الصلاة في المقام، واكتفى بقراءة الفاتحة. ورغم محاولات إصلاح السيارة، نصحهم أحد المريدين بأداء ركعتين، وعندما فعل السائق ذلك، عادت السيارة للعمل بلا مشاكل.

يعتبر عطا الله أن هذه الحادثة تشدد على أهمية زيارة الأولياء الصالحين التي لا تُقبل إلا بإذنهم ورضاهم. وتختتم هذه الرحلة الروحية بسرد قصة الشيخ الشاذلي، الذي انطلق لأداء الحج بناءً على وصية شيخه المرسي أبو العباس، حاملاً معه فأساً ومغرافا وكفناً، دليلاً على أن رحلته ستنتهي في جبل حميثرة، حيث استقرت روحه الطاهرة، ليظل مقامه وجهةً مقصودة للمريدين حتى يومنا هذا.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *