نتنياهو ومصر: ثمن الصراع والمواقف وتحذيرات الخسارة

نتنياهو ومصر: ثمن الصراع والمواقف وتحذيرات الخسارة

التوتر المصري الإسرائيلي حول معبر رفح وملف الغاز

كتب- محمد جعفر: نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تحليلًا دقيقًا حول تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب، حيث زادت المخاوف بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن معبر رفح. وقد تضمن كلامه تلميحات تستهدف استخدام ورقة الغاز والاتفاقيات الاقتصادية للضغط على مصر. من جهتها، أكدت القاهرة عدم استعدادها لتقبل أي مخططات تهدد أمنها القومي أو تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

زيادة التوتر بين مصر وإسرائيل

حذر المحلل تسفي بارئيل من أن تصريحات نتنياهو قد تفتح جبهة جديدة مع مصر، حيث ستجد تل أبيب نفسها في موقف ضعيف بسبب قوة الموقف المصري. وفي مقابلة مع قناة “أبو علي إكسبريس” الإسرائيلية، أبدى نتنياهو استعداده للنظر في فتح معبر رفح لتمكين سكان غزة من الانتقال إلى مصر، وهو ما اعتبرته القاهرة تجديدًا لمشروع قديم يهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم إلى سيناء. وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن هذا الأمر يمثل “خطًا أحمر” ويتعارض مع القوانين الدولية، مشددة على أنها لن تكون طرفًا في هذه المخططات.

مع بدء الحرب، كانت مصر في حالة تأهب على حدودها مع غزة، حيث كانت تدرك تمامًا أن إسرائيل لا تزال تأمل في تهجير سكان غزة. وقد حذرت “هآرتس” من أن أفكار الرئيس ترامب المثيرة للجدل، والتي تخلت عنها الإدارة الأمريكية، لا تزال تعيش في عقول الإسرائيليين. وعلاوة على ذلك، اتهم نتنياهو وزارة الخارجية المصرية بشكل غير مباشر بأنها تفضل احتجاز الذين يسعون للخروج من مناطق الحرب في غزة.

في سياق موازٍ، ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين يدرسان صفقة الغاز الضخمة الموقعة بين مالكي حقل ليفياثان ومصر، معربين عن قلقهم من أن هذه الصفقة قد تعني “انتهاك اتفاقية السلام”. تتضمن الصفقة أن تشتري مصر 130 مليار متر مكعب من الغاز بقيمة 35 مليار دولار، مع بناء خط أنابيب جديد بطول 400 مليون دولار، المقرر أن يتم الانتهاء منه بحلول عام 2028.

تعتبر هذه الصفقة واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ تصدير الغاز من إسرائيل، وتحقق إيرادات كبيرة. ولكن نتنياهو استغلها للضغط على مصر بدعوى وجود قوات إضافية في سيناء، وهو ما اعتبرته الصحيفة تبريرات غير مقبولة. ويُذكر أن مصر قد زادت من وجودها العسكري في سيناء منذ عام 2014، وكانت إسرائيل على علم بذلك، حيث أكدت الصحيفة أنه لن تكون هناك هيمنة إسرائيلية على مصر، وأن لديها خيارات سياسية واقتصادية متعددة.

في ضوء هذه الأحداث، تشير “هآرتس” إلى أن مصر لديها اتفاقيات بديلة لاستكشاف الغاز مع قطر ودول أخرى، كما أنها مرتبطة باتفاق مع تركيا بشأن تخزين الغاز المسال. مصر تمتلك أيضًا منشأتين لتسييل الغاز، مما يجمع بين تصدير الغاز إلى أوروبا وتركيا رغم احتياجاتها المحلية. في عام 2022، حققت مصر عائدات من تصدير الغاز بلغت 8.5 مليار دولار، حيث يمر الغاز الإسرائيلي عبرها إلى أوروبا.

اختتمت الصحيفة تحليلها بالتأكيد على أن اعتبار مصر دولة تابعة لإسرائيل هو خطأ كبير، كما أن التلميحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح تمثل إعلانًا بالحرب. وتحذر مصر من أي مخطط يمكن أن يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين، وتؤكد أنها لن تسمح بتمرير أي مشروع يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الإضرار بأمنها الوطني.