القاهرة: ملهمة المسرحيين العرب

التصوف في “روضة العشاق”: استكشاف الروحانيات المفقودة
تناقش مسرحية “روضة العشاق” فكرة الروحانيات المنسية، مستلهمة من التراث الصوفي في تونس، وتسعى إلى إعادة إحياء العناصر الروحية في نفوسنا من خلال عرض فني متكامل.
الروحانية والفن المسرحي
يتحول الذكر والسماع في “روضة العشاق” إلى تجربة مسرحية حية تجذب الجمهور، حيث يظهر الفن الصوفي كوسيلة للتواصل بين النص والمشاهد. تم اختيار العربية الفصحى لغة للعرض نظراً لعمق المعاني الصوفية التي تحملها، مما يجسد التجربة الفنية ويضفي على العمل طابعاً مميزاً.
رغم التحديات التي واجهها المسرح التونسي منذ عام 2011، إلا أنه يبرز إمكانياته في الاستمرار بالاعتماد على مواهب الشباب، مظهراً تأثير التصوف كفلسفة تتجاوز الزمن وترتبط بتجارب فنية غنية. وعليه، فإن التجريب في المسرح العربي يواجه اليوم تهديدات من التكنولوجيا الحديثة، مما يستدعي ضرورة التكيف السريع مع هذه التغييرات.
يشارك عرض “روضة العشاق” ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، حيث يسعى لتقديم تجربة فنية جديدة تجمع بين الطقوس المسرحية والروحانيات الخاصة بالثقافات التونسية والمصرية. يناقش العمل أسئلة حول الحب وأهمية التصوف في إثراء التجربة المسرحية، في مسعى لجذب انتباه الجمهور العربي نحو هذا الجانب المفقود. في هذا الإطار، يتحدث مخرج ومؤلف العرض عن دوافع المشاركة في المهرجان والتحديات التي واجهته خلال التحضير.
الأسئلة والتحديات
عند الحديث عن أهمية مشاركة “روضة العشاق” في مهرجان القاهرة، يرى المخرج أنها فرصة لتعريف الجمهور بتجربة مسرحية تجمع بين الطقوس المسرحية وطرق التصوف التونسي، خاصة أن هذا المهرجان يعكس التطورات الثقافية والاجتماعية في العالم العربي.
تعتبر المشاركة في مهرجانات دولية مثل مهرجان القاهرة تحديًا كبيرًا، مما استدعى التركيز على تحسين الأداء الفني والتقني من خلال التدريب المكثف والاستفادة من النقد البناء.
يتوقع المخرج تفاعلً إيجابيًا من الجمهور المصري مع “روضة العشاق”، حيث تتناول مواضيع روحية تتعلق بالثقافة الصوفية المشتركة بين تونس ومصر، مما قد يسهم في إنشاء تواصل عميق بين المشاهدين والفن.
كما يتمثل التصوف في “روضة العشاق” كجسر فني يربط بين الجمهور والنص، حيث يعكس العمق الروحي من خلال الفنون المختلفة، مثل الموسيقى والرقص، مما يعزز من معاني الحب والتأمل في العمل.
وفيما يتعلق بوضع المسرح التونسي اليوم، يعاني من تراجع بعد الأحداث الاجتماعية والسياسية الأخيرة، إلا أن هناك جهودًا من قِبَل الشباب للحفاظ على الفنون حية، بالبحث عن أشكال جديدة تعكس احتياجات المجتمع.
أما بالنسبة لمستقبل التجريب المسرحي، يجب أن يبقى المسرح التجريبي حاضراً كفرع من الفنون يحتاج إلى تجديد مستمر، ويجب التكيف مع التغيرات السريعة لضمان نجاح التجارب المستقبلية.
تعليقات