محمد ثروت يحتفل بالمولد النبوي بأداء ساحر يأسر القلوب

المايسترو الدكتور علاء عبد السلام يبرز مهارات العازفين

خلال الفعاليات الدينية التي تقيمها دار الأوبرا ويشارك فيها الفنان محمد ثروت، يتجلى دوره البارز في الأغاني الدينية، حيث أضفى لمسة مميزة من خلال تلحين عدد من الأعمال، مما جعله يتميز بأسلوبه الفريد في اختيار الأغاني وجذب الجمهور. حفلاته تحقق نجاحًا ملحوظًا ويزداد جمهوره مع كل عرض جديد، كما رأينا في الحفل الأخير بمناسبة المولد النبوي الشريف الذي أقيم على المسرح الكبير.

تفاعل الجمهور مع الإنشاد لأول مرة

أحيا الحفل الدكتور علاء عبد السلام، رئيس الأوبرا، بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة. وتميزت المناسبة بتقديمها بطريقة جديدة، حيث لم يرافقها فرقة الإنشاد الديني التقليدية بل فرقة موسيقية متنوعة تُعرف بالأوركسترا الاحتفالية، مع تقديم كورال مختلط من الرجال والنساء. وقد أُضيفت لمسات جمالية بالتعاون مع ديكور مميز يعتمد على صور الآثار الإسلامية وإضاءة متنوعة تم تصميمها بواسطة أبناء الأوبرا.

عند دخول النجم محمد ثروت إلى المسرح، تصاعدت وتيرة التصفيق، وبدأت الأجواء الاحتفالية التي شملت تقديمه لبرنامج يعكس قدرات صوته الاستثنائية، بالإضافة إلى مشاركة الجمهور في الإنشاد، مما أضاف جواً احتفالياً بمناسبة المولد النبوي. قدم ثروت مجموعة من الأغاني التي تتحدث عن الرسول الكريم، مثل “يارسول الإنسانية” و”أشرقت أنوار محمد”، حيث تفاعل مع الكورال بشكل رائع.

احتوى البرنامج على مجموعة من الأعمال الأصيلة مثل “صلوا عليه لتسعدوا” و”يارسول الله أجرنا” من كلمات الشيخ عباس الديب، حيث كان الكورال علامة مميزة في الحفل. بينما كانت الفرقة الموسيقية مفاجأة حقيقية، حيث أظهر العازفون مهارتهم الفائقة في الأداء.

افتتح ثروت بمقطوعة حركة “المولد” التي قدمها المايسترو مع عازفي الآلات الشرقية مثل الناي والقانون. ثم تألق العازفون في تقديم “الفين صلاة على النبي”، حيث تألق أحمد حسن في أدائه، وأحيا الدكتور جمال سلامة بألحانه الشهيرة “محمد يارسول الله” في أداء موسيقي رائع. اختتمت الأمسية بأغنية وطنية مميزة من ثروت، حيث تفاعل الجمهور بشكل كبير مع العرض.

تستحق هذه الاحتفالية، رغم تميزها، أن تقدمها فرقة الإنشاد الديني على أكمل وجه، خاصةً أن المشاهدين يتطلعون إلى برنامج واضح ومحدد، ليظل هذا الحفل علامة فارقة في عودة ثروت إلى خشبة المسرح بعد غياب طويل.