مكتبة الملك فهد العامة.. مرجعية جدة الثقافية
تُعتبر مكتبة الملك فهد العامة في جدة من المعالم الثقافية والمعمارية البارزة التي تعكس التطور الحديث في المملكة. تمتد المكتبة على مساحة تزيد عن 17,000 متر مربع داخل حرم جامعة الملك عبدالعزيز، وتتميز بتصميم عصري يتماشى مع الاتجاهات العالمية للمكتبات، مما يبرز النهضة العلمية والثقافية التي تعيشها المملكة.
واجهة ثقافية في المدينة
تقدم المكتبة خدماتها لمختلف فئات المجتمع، من باحثين ومثقفين إلى طلاب وزوار منطقة مكة المكرمة، مثل الحجاج والمعتمرين. تعد المكتبة مركزًا معرفيًّا متكاملاً يتيح للزوار الاطلاع على العلوم والمعارف المتنوعة، حيث تضم ثلاثة أقسام رئيسية تحتوي على مجموعة واسعة من الكتب والمراجع والدوريات لتلبية احتياجات القراء من جميع الاهتمامات والأعمار.
تُعتبر المكتبة الأولى في المملكة التي تخصص أقسامًا منفصلة للشباب والأطفال والنساء وذوي الإعاقة البصرية، حيث توفر مجموعات مختارة من الكتب والبرامج التي تناسب احتياجات هذه الفئات. كما تم إضافة قسم جديد تحت مسمى مكتبة الأوقاف، الذي يجمع مراجع حول الأوقاف من منظور شرعي وإداري، بالإضافة إلى تجارب محلية وعالمية.
تولي المكتبة اهتمامًا خاصًا بقطاع الأطفال من خلال توفير برامج تدريبية وأنشطة تفاعلية، بالإضافة إلى برامج مخصصة للنساء والشباب، بعضها متاح لأول مرة في المملكة. تساهم المكتبة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 عبر تركيزها على صناعة المعرفة وتقديم خدمات معلوماتية وأنشطة ثقافية بأساليب عصرية، حيث توفر فهارس إلكترونية وقواعد بيانات عالمية تعزز مكانتها كمركز ثقافي رائد.
منذ إنشائها، حصلت المكتبة على دعم كبير من الوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز، الذي كان له دورًا رئيسيًا في تأسيس المكتبة منذ عهد الملك فهد -رحمه الله-. كما ساهم في تصميم المكتبة وتوفير الأرض اللازمة وإدارة الكفاءة المختصة.
تحتوي المكتبة على قاعات متعددة مخصصة لتنفيذ البرامج واللقاءات العلمية والدورات التدريبية، كما تضم مجموعة من أجهزة الحاسب المتصلة بقواعد بيانات حديثة. وتشمل المكتبات المتخصصة، مثل مكتبة الأوقاف، مكتبة النساء، مكتبة الأطفال، مكتبة الشباب، والمكتبة الخاصة بذوي الإعاقة البصرية.
لقد أبدى العديد من الزوار إعجابهم بالمرافق والخدمات التي تقدمها المكتبة. حيث تعتبرها الباحثة الجامعية رؤى بنت سعود بيئة مثالية للبحث والاستفادة من المراجع المتخصصة وقواعد المعلومات الإلكترونية. كما عبر الزائر أحمد الحربي عن سعادته بزيارة المكتبة، مؤكدًا أنها تمثل وجهة ثقافية فريدة تعكس اهتمام المملكة بالعلم والمعرفة. تعد المكتبة إضافة قيمة لزوار الحرمين الشريفين.
فكرة إنشاء المكتبة جاءت بمبادرة من مثقفين ورجال أعمال في المنطقة بهدف إنشاء مكان ثقافي علمي لأهالي جدة وزوّارها، لتتحول المكتبة إلى واحد من أبرز المشاريع الثقافية في المملكة من خلال شراكات استراتيجية مع عدة جهات محلية.