جنيف في 30 أبريل /العُمانية/ طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم
المتحدة فولكر تورك، المجتمع الدولي بضرورة وقف الكارثة الإنسانية التي يعانيها
الفلسطينيين في قطاع غزة، مع استمرار منع سلطات الاحتلال الإسرائيلية دخول
المساعدات.

وذكر تورك، في بيان له، أنه مع دخول الحظر الكامل للمساعدات الضرورية
للبقاء على قيد الحياة أسبوعه التاسع، يجب بذل جهود دولية لمنع هذه الكارثة
الإنسانية من بلوغ مستوى جديد غير مسبوق، معتبرًا أن تجويع السكان المدنيين يشكل
جريمة حرب.

وحذّر المفوض السامي، أيضا من الخطة الإسرائيلية بشأن إعلان محافظة رفح
الواقعة في أقصى جنوب غزة “منطقة إنسانية” جديدة، والتي ستتطلب انتقال
الفلسطينيين إلى هناك لتلقي الغذاء وغيره من المساعدات، مما يعد أمرًا بالغ
الصعوبة خاصة بالنسبة للمرضى والجرحى، والنساء مما يضطرهم إلى البقاء بدون طعام.

وشدّد على أن هذه الممارسات يجب أن تخضع للتحقيق والمحاكمة، حيث إن توجيه
هجمات متعمدة ضد المدنيين الذين لا يشاركون بشكل مباشر في الأعمال العدائية من
شأنه أن يشكل جريمة حرب، مستنكرًا استمرار إسرائيل في ضرب المواقع التي يلجأ إليها
المدنيون في غزة.

وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان، على استمرار توجيه ضرب السلطات
الإسرائيلية لأهداف مدنية لا غنى عنها لبقاء السكان، مثل شاحنات المياه والحفارات
اللازمة لإزالة الأنقاض للسماح بوصول المساعدات إلى المحتاجين.

وكشف أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سجلت في الفترة من 18
مارس إلى 27 أبريل 259 هجوما على مبان سكنية و99 هجوما على خيم للنازحين داخليا،
أسفر معظمها عن سقوط شهداء ومصابين مشيرًا إلى أن أربعين هجوما كان على منطقة
المواصي التي طلب الجيش الإسرائيلي مرارا من المدنيين التوجه إليها.

ومنع الاحتلال
الإسرائيلي تسليم المساعدات إلى قطاع غزة في الثاني من مارس الماضي، قبل أيام من
إنهاء وقف إطلاق النار.

ويعاني القطاع من شح في الأدوية والمستلزمات الطبية منذ بداية الحرب، حيث
تسمح إسرائيل بدخول كميات مقننة للغاية منها لغزة، في حين فقد عدد كبير من أصناف
الأدوية من الصيدليات والمستشفيات منذ بداية الحرب.

ويضطر المرضى من سكان القطاع لتناول أدوية منتهية الصلاحية، على إثر الحصار
الإسرائيلي المطبق المفروض على القطاع منذ مارس الماضي، الأمر الذي تسبب في زيادة
الأزمات الإنسانية التي يعاني منها الأهالي.

وقال القائم بأعمال مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة بغزة، زكري أبو قمر،
إن “القطاع يعاني من نقص حاد في الأدوية”، لافتا إلى أن غزة وبسبب
الحصار المشدد فقدت حوالي 40 بالمائة من الأدوية الضرورية والأساسية.

وأوضح أبو قمر، أن “الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع تسبب بفقدان
59 بالمئة من المستهلكات الطبية”، لافتا إلى أن ذلك يهدد الآلاف من المرضى
بفقدان حياتهم في أي لحظة، خاصة من النقص الحاد في الرعاية الطبية.

وشدد على أن “قرار الوزارة تمديد صلاحية بعض الأدوية جاء نتيجة حالة
الطوارئ التي تعيشها غزة، وفي ظل النقص الحاد للأدوية”، مؤكدًا على أن إسرائيل
تفرض منذ بداية الحرب قيودا مشددة على إدخال الأدوية للقطاع .

من جانب آخر أكد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة على أن حل
الدولتين يتعرض لخطر التلاشي إلى حد الاختفاء، وأن الالتزام السياسي تجاه هذا
الهدف طويل المدى أبعد من أي وقت مضى.

وأضاف الأمين العام في اجتماع وزاري عقده مجلس الأمن الدولي حول الوضع في
منطقة الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية برئاسة وزير الخارجية الفرنسي الذي
تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس خلال الشهر الحالي، أن منطقة الشرق الأوسط
تشهد تحولات جوهرية، تتسم بالعنف والتقلب، ولكن أيضًا بالفرص والإمكانات.

وأشار إلى أن الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط يطالبون بمستقبل أفضل
يستحقونه، بدلًا من الصراعات والمعاناة اللانهائيين، مؤكدًا على ضرورة العمل بشكل
جماعي لضمان أن تلبي هذه الفترة المضطربة والانتقالية تطلعاتهم وتحقق العدل
والكرامة والحقوق والأمن والسلام الدائم.

وقال إن ذلك يبدأ بالاعتراف بحقيقتين أساسيتين أولاهما أن المنطقة تقف على
مفترق طرق في التاريخ، وثانيهما، أن السلام الحقيقي والمستدام في الشرق الأوسط
يتوقف على قضية جوهرية أكد عليها مجلس الأمن مرارًا وتكرارًا على مدى عقود وسنوات
وهي حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين لتعيشا جنبًا إلى جنب في سلام وأمن.

ووجه الأمين العام نداءً للدول الأعضاء: “اتخذوا إجراءات لا رجعة فيها
نحو تنفيذ حل الدولتين، لا تسمحوا للمتطرفين من أي جانب بتقويض ما تبقى من عملية
السلام”.

ومنذ فجر اليوم استشهد 19 فلسطينيًّا بينهم طفلة، وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، في سلسلة غارات شنها الاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية ” وفا “.

كما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نسف وتدمير منازل الفلسطينيين في مدينة
رفح، وأحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على
قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 52,365 فلسطينيًّا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة
117,905 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي
الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

/العُمانية/

شيخة الفليتية/ خالصة الشبيبية