أعلن متحف مسك للتراث «آسان»، الذي أُطلق مؤخراً بهدف صون التراث السعودي والاحتفاء بالموروث الوطني الأصيل، عن توقيع اتفاقية تعاون إستراتيجية تمتد لـ30 عاماً مع «فنون التراث» التابعة لجمعية النهضة، بهدف عرض مجموعة ضخمة من المقتنيات التراثية التي تحتفظ بها الأخيرة، أمام الجمهور لأول مرة.

وتهدف هذه الشراكة إلى تسليط الضوء على ثراء الإرث الثقافي للمملكة، من خلال عرض مقتنيات تاريخية تُمثل أسلوب الحياة السعودي بمختلف تفاصيله. وستشمل المعروضات أكثر من 57 ألف قطعة تراثية متنوعة، من بينها مجوهرات، ومنسوجات، وأبواب خشبية، وخرائط قديمة، ومخطوطات، إضافة إلى صور وأشرطة فيديو نادرة تسجل ملامح من حياة المجتمع السعودي على مر العقود.

وبموجب الاتفاقية، سيتولى متحف «آسان» مهمات حفظ وإدارة وعرض المجموعة المتكاملة التي تمتلكها «فنون التراث»، بالإضافة إلى رقمنتها وإدماجها ضمن برامجه التعليمية والمجتمعية والتفاعلية، بما يُعزز من ارتباط أفراد المجتمع بهويتهم الثقافية.

وتجسد هذه الخطوة رؤية «آسان» الرامية إلى تقديم تجربة غامرة تدمج بين الماضي والحاضر، عبر توظيف أدوات العرض الحديثة والتقنيات التفاعلية، لإحياء تفاصيل الحياة اليومية القديمة وتحفيز الزوار من مختلف الأعمار على استكشاف القيم الجمالية والتاريخية المتجذرة في الذاكرة السعودية.

يُذكر أن «فنون التراث» تأسست منذ ما يقارب ثلاثة عقود كإحدى مبادرات جمعية النهضة الهادفة إلى تمكين المرأة السعودية اقتصادياً واجتماعياً، قبل أن تستقل لاحقاً كشركة غير ربحية متخصصة في صون التراث الوطني والحرف اليدوية، ودعم الحرفيين وتدريبهم على المهارات التقليدية.

ومن المقرر أن يفتتح متحف «آسان» أبوابه خلال السنوات القليلة القادمة، ليصبح منصة حيوية لعرض الإرث الثقافي السعودي بكل تنوعه وعمقه، وليقدم للزوار رحلة فريدة عبر الزمن تعكس غنى المملكة بتاريخها وإنسانها.