يا عمال العالم موتوا بغيظكم #عاجل - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب د. ماجد الخواجا

يوم العمال.. هو يوم تم اختياره في الأول من أيار كدلالة رمزية ترافقت مع اندحار النازية الهتلرية عن حدود وأراضي الاتحاد السوفييتي السابق..

إلى كلِّ مَن يخرجون في العتمةِ.. ويعودون مع العتمةِ دون أمل بنهارٍ سيشرق يوماً ما...

كيف لنا أن نضحك حزناً.. أن ننتشي حين نتوجع شوقاً.. أن تنتفض الروح موتاً

أو حياةً..

أن يغرق الوجدان في متاهات الإدراك.. حين تنتابنا بلادة الأشياء.. ويفقد الشعور معناه.. ألا زالت غيوم الصيف تخدعنا.. ولازلنا ننظر للعالم من ثُقب الباب..

ما يؤلمني حقاً هو أنني حين أفارق هذا العالم لا يشعر برحيلي.. في حين أشعر أن

فراقي له سوف يفقدني كل شيء..أي قدرة رهيبة نمتلكها في التكيف مع عدم التكيف.. ألن يحدث شيءٌ ما.. ألم يحن الوقت لشيءٍ من هذا...

مَن يدلني في هذا الوطن العربي الممتد من الوجع بالهوية.. إلى عدم الإحساس بها

من طوابير انتظار الكرامة.. على أرصفة الذلِّ الموروث منذ أول هزيمة..

على مَن يعتقد أنه قد يكون على خطأ.. أو صواب..

ومتى يمكن أن نرى إنساناً لا يتجاوز القوانين.. أو قوانين تتجاوز الإنسان..

يجدر بنا نحن المؤنسنون أن لا نلتمس النبوة أو نشحذ الصعلكة..

أليس غريباً أن نبذل دماءنا في سبيل أن نلعق ما تبقى من نجاسةٍ على أيدي الأوباش الذين تستعبدهم فكرة استعبادنا.. والمحفوفة بسذاجتنا المريرة ..

وهل لكم أن تخبروني كيف لنا أن نتجشأ رفضاً لتجرع فوضوية الأنظمة وانتظام الهزائم... ومتى نفقد شهيتنا عن التهام الضياع...

هل نصدق الحكومة في كل وعودها.. أم نصدق ما نعيشه في كل لحظة..

هل نصدق أن رفع الأسعار لا علاقة له برفع الأرجل..

هل نصدق بأن القادم أحلى.. أم نصدق بأن الماضي أجمل..

هل نصدق أن الوقت قد اقترب لكي يصبح غالبية الشعب ممن يستحقون المساعدة من صندوق المعونة الوطنية...

هل نصدق وعود وزير المالية أم وعود وزير العمل..

اسمحوا لي أن أتقدم باسم العمال بالتهنئة والمباركة لأصحاب العمل على تجشمهم وتحملهم لنا.. على استبدادهم الجميل المبرر دوماً.. على استعبادنا الأجمل والمسوّغ.. على القهر والقمع والاضطهاد النبيل الذي يمارسه أصحاب العمل علينا لكي نقتنع بأن الحياة تغدو أكثر بهاءً وصفاءً مع وقع الجوع والمرض والحرمان والخواء..

ترى " أين يمكن أن أضع رأسي حينما لا أستطيع رفعه "

تعالوا لأريكم صورةً مصغّرةً لرأس إبرةٍ لا يتسِّع لجلوس اثنين معاً ..

أيها البلهاء " إن أحدكم يكاد يختنق باللقمة التي من شأنها أن تعينه على الحياة

وآخر يكاد يختنق من التخمة.. فأيهما نصدق... "


إخترنا لك

0 تعليق