شهد الأسبوع المنصرم انخفاض أسعار الذهب في العقود الآجلة بشكل حاد، مع نهاية الأمس الخميس، بنسبة 2.9% إلى 3210 دولارات للأوقية، مسجلة أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين، لتواصل انخفاضها للجلسة الثالثة.
وتأثر الذهب بسبب التفاؤل بشأن اتفاقيات تجارية محتملة أعلنت عنها الولايات المتحدة مع دول مثل الهند واليابان، إلى جانب ارتفاع الدولار بنسبة 0.8% ونقص السيولة بسبب عطلة في الصين.
وقبل يومين سجل سعر الذهب تراجعًا ليصل إلى نحو 3,245 دولارًا للأونصة، مسجلًا أدنى مستوياته في نحو أسبوعين، في ظل تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي، بحسب ما أفادت به منصة FXStreet.

الإقبال على المخاطرة يضغط على الذهب

تشير المؤشرات إلى تحسن الإقبال على الأصول ذات المخاطر المرتفعة، بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتخفيف الرسوم الجمركية على قطع غيار السيارات المستوردة، مانحًا شركات صناعة السيارات مهلة عامين لتعزيز إنتاجها المحلي.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن العروض المقدمة من الشركاء التجاريين تُعد "جيدة جدًا"، ما عزز التفاؤل في الأسواق.

اتفاقيات جمركية مرتقبة

من جانبه، صرح الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، مساء الأربعاء، بأن إدارة ترامب تتوقع التوصل إلى اتفاقيات أولية بشأن الرسوم الجمركية مع عدد من الشركاء التجاريين خلال أسابيع قليلة.

ارتفاع الدولار يضغط على الذهب

ساهم التفاؤل المتزايد بشأن خفض التصعيد التجاري في تعزيز أداء الدولار الأمريكي، ما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كأصل آمن، إذ أن ارتفاع قيمة الدولار يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.

الاحتياطي الفيدرالي واحتمالات خفض الفائدة

في الوقت ذاته، قلصت آمال الأسواق بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من حدة خسائر الذهب، خاصة بعد صدور بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة.
فقد أظهرت بيانات وزارة التجارة انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بتقديرات بلغت 0.4%، وقراءة سابقة تشير إلى نمو بنسبة 2.4%.
وتُشير العقود الآجلة إلى أن الفيدرالي قد يبدأ خفض أسعار الفائدة في يونيو المقبل، مع ترجيح تنفيذ أربع تخفيضات بواقع ربع نقطة مئوية، لتصل الفائدة إلى نطاق 3.25% - 3.50% بنهاية العام.