يايسله.. يحلم بـ"أوسيك" بعد النجوم وألحان موزارت - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يايسله.. يحلم بـ"أوسيك" بعد النجوم وألحان موزارت - عرب فايف, اليوم السبت 3 مايو 2025 04:05 مساءً

عرف الألماني ماتياس يايسله، مدرب فريق الأهلي الأول لكرة القدم، شتى أنواع المشاعر المتناقضة في مسيرته مع المستديرة، فالأمل كان العنوان الأبرز في بداياته لاعبًا، كونه كان اسمًا، يتردَّد عند الحديث عن عناصر الجيل المستقبلي للكرة الألمانية، لكنْ الأمل تحوَّل إلى ألمٍ بفعل الإصابات، ليصبح اسمه قيد النسيان مع اعتزاله المبكر.
مع ذلك رفض الاستسلام، وأبى أن يهجر كرة القدم، فاتَّجه إلى التدريب على الرغم من صغر سنه، وها هو اليوم على مشارف الصعود إلى منصةٍ قاريةٍ عندما يقود الأهلي أمام كاواساكي فرونتالي الياباني في نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، متمنيًا أن تنقلب الصورة مجددًا من ألمٍ إلى أملٍ.
يايسله كان على طريقٍ مفتوحٍ لأن يكون أحد عناصر ما أصبح لاحقًا جيلًا ذهبيًّا لكرة القدم الألمانية، فهو لعب مع منتخب دون 20 عامًا في 2008، واستدعي للمشاركة مع منتخب دون 21 عامًا في العام التالي، وشارك أساسيًّا في تجريبيةٍ أمام إيرلندا في فبراير 2009 أمام مانويل نوير الذي أصبح بعد أعوامٍ أحد أعظم حراس المرمى في تاريخ اللعبة، وإلى جانب جيروم بواتينج في قلب الدفاع، وخلف سامي خضيرة، وكيفن برينس بواتينج في خط الوسط.
وبعد أشهرٍ قليلةٍ، وفي صيف 2009، تُوِّج المنتخب الألماني بكأس الأمم الأوروبية دون 21 عامًا مع قائمةٍ، ضمت نوير، وخضيرة، وبواتينج إلى جانب مسعود أوزيل، وماتس هوميلز، وهذه الأسماء صالت وجالت في الملاعب الأوروبية مع كبار الأندية بعد ذلك، لا بل إنها كانت في قائمة المنتخب الألماني الأول الذي تُوِّج بكأس العالم في 2014، لكنَّ يايسله غاب عن قائمة «المانشافت» الشاب في لقبه الأوروبي، ليس بسبب قرارٍ فني، بل بعد يومٍ مؤلمٍ، حجَّم مسيرة لاعبٍ قادمٍ بقوةٍ مع إمكاناتٍ لافتةٍ.
وقبل الحديث عن هذا اليوم المؤلم، كان اختيار المدربين لأن يكون يايسله مع منتخبات الفئات السنية قرارًا منطقيًّا، لأنه كان عنصرًا بارزًا في طريق هوفنهايم نحو الصعود إلى الدرجة الثانية في الدوري الألماني عام 2007، وكرَّر الأمر نفسه بصعود الفريق إلى دوري الأضواء للمرة الأولى في تاريخ النادي في العام التالي، ثم لعب 21 مباراةً في «البوندسليجا» موسم 2008ـ2009 حتى الجولة الـ 24، منها 18 مباراةً كاملةً متتاليةً، وتصدَّر فريقه ترتيب دوري الكبار في مفاجأةٍ من العيار الثقيل طوال ثماني جولات.
القصة تغيَّرت في 22 مارس 2009، وهو اليوم الذي وضع كل العوائق أمام أحلام يايسله، فخلال مباراة بين هوفنهايم وهانوفر في الجولة الـ 25 من الدوري، وقبل انتصاف الشوط الثاني، تعرَّض ماتياس لقطع في الرباط الصليبي، فغاب عن الملاعب أكثر من سبعة أشهرٍ، ثم أصيب في 12 نوفمبر 2009 بقطعٍ في غضروف الركبة، فغاب خمسة أشهرٍ، وصولًا إلى مشكلاته المزمنة مع وتر العرقوب في كعب قدمه خلال موسم 2011ـ2012، ليأخذ قراره بالاعتزال وهو في الـ 26 من العمر.
وإلى جانب نجوم المنتخب الألماني المذكورين أعلاه، زامَل يايسله أسماءً لامعةً أخرى خلال مسيرته، منهم السنغالي ديمبا با قبل انتقاله إلى وستهام ونيوكاسل وتشيلسي، والبرازيلي لويز جوستافو قبل انتقاله إلى بايرن ميونيخ والنصر، والنمساوي دافيد ألابا خلال فترة إعارته من بايرن ميونيخ إلى هوفنهايم، والهولندي ريان بابل وغيرهم.
وتأتي المفارقة الأجمل في زملاء يايسله السابقين في أنه لعب أربع مباريات إلى جانب روبيرتو فيرمينو، قائد الأهلي الحالي، عندما كان «بوبي» لاعبًا في صفوف هوفنهايم خلال موسم 2010ـ2011، وكان يمكن لهذا العدد أن يكون أكبر لولا إصابات يايسله. واليوم يسعى هذا الثنائي إلى أن يكتب إنجازًا مشتركًا على مسرح آسيا، مع يايسله على الدكة موجِّهًا، وفيرمينو على أرضية الملعب قائدًا، أمام كاواساكي في نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة.
أما عن مسيرته مدربًا، فهي تضمَّنت ما يمكن وصفه بإنجازاتٍ من الصف الثاني، وتحديدًا في النمسا مع نادي سالزبورج، القادم من مدينة فولفجانج أماديوس «موزارت»، الملحن والمؤلف الموسيقي النمساوي العبقري، فهذه الإنجازات قد تكون سهلةً على نادٍ بإمكانات سالزبورج في المسابقات النمساوية، لكنَّها أعادته إلى الواجهة مدربًا بعد أعوامه «المنحوسة» لاعبًا. واليوم يسعى لواجهةٍ أكبر، ويأمل أن يقود «أوركسترا» الأهلي على مسرحٍ قاري، كما فعل موزارت على مسرح الفن والموسيقى.
و يأمل يايسله،قيادة الأهلي، نحو أول ألقابه تاريخيًا في دوري أبطال آسيا، أمام كاواساكي الياباني، في المباراة النهائية، مساء السبت، في موعد يحمل الكثير من الخصوصية له على الصعيد الشخصي، فهو ما يزال في السطور الأولى من روايته التدريبية، كونه أتمّ في في شهر أبريل الماضي عامه الـ 37، والأمر المؤكد أنّه سيصبح المدرب الأصغر سنًا بين المدربين الذين وصلوا إلى العرس الآسيوي الختامي تاريخيًا، فيما يكمن حلمه بأن يصبح أصغر المدربين تتويجًا باللقب.
ويحطّم يايسله، مساء السبت، رقم لورنتيو ريجيكامب، المدرب الروماني، الذي كان يبلغ من العمر 39 عامًا وشهرًا واحدًا، عندما خسر مع الهلال المباراة النهائية لنسخة 2014، أمام وسترن سيدني الأسترالي، كما أن المدرب الألماني الشاب يطمح لأن يصبح أصغر مدرب متوّج باللقب الآسيوي، في حالة فوز الأهلي على كاواساكي، متجاوزًا الكرواتي دراجان تالاييتش، الذي قاد الاتحاد للفوز على سيونجنام الكوري في نهائي 2004، بعد شهريْن من إتمامه لعامه الـ 39.
وتصطدم مخططات يايسله، في المباراة النهائية، بأفكار شيجيتوشي هاسيبي، مدرب كاواساكي منذ ديسمبر 2024، علمًا أن الأخير أتمّ في شهر أبريل الماضي أيضًا عامه الـ 54، ما يعني أنّه كان في الـ 17 من العمر، عندما وُلد يايسله عام 1988. وبدأ هاسيبي مسيرته التدريبية من بوابة نادي فيسيل كوبي الياباني عام 2011، عندما كان يايسله لاعبًا في صفوف هوفنهايم الألماني.
وبالنظر إلى المباريات النهائية للنسخ الـ 21 الماضية، منذ إطلاق مسمى «دوري الأبطال» على المسابقة، نجح المدرب الأكبر سنًا في قيادة فريقه نحو المنصة في 12 مناسبة، أولها في النسخة الأولى عام 2003، عندما فاز العين الإماراتي بقيادة الفرنسي برونو ميتسو، 49 عامًا حينها، على تيرو ساسانا التايلاندي بقيادة أتابول بوسباكوم، 41 عامًا حينها، وآخرها في نسخة الموسم الماضي، بعد تتويج العين بقيادة الأرجنتيني هيرنان كريسبو، 48 عامًا حينها، على حساب يوكوهاما مارينوس الياباني، بقيادة الأسترالي هاري كيويل، والذي كان في الـ 45 من عمره ليلة المباراة النهائية.
ونجح المدرب الأصغر سنًا في اعتلاء المنصة في 9 مناسبات، بدءًا من نسخة العام 2004، مع تتويج الاتحاد بقيادة تالاييتش، 39 عامًا حينها، على حساب سيونجنام الكوري ومدربه تشا كيونج بوك، 67 عاماً حينها، وآخرها في نسخة 2023، عندما فاز أوراوا الياباني بقيادة البولندي ماتشي سكورزا، 50 عامًا حينها، على الهلال ومدربه الأرجنتيني رامون دياز، 62 عامًا حينها.
وعلى الجانب الآخر، يُعد البرازيلي لويس فيليبي سكولاري أكبر المدربين سنًا على المنصة الآسيوية، إذ قاد جوانزو الصيني للفوز على الأهلي الإماراتي في نهائي 2015 قبل أيام قليلة من يوم ميلاده الـ 67، يليه الإيطالي مارسيلو ليبي، والذي كان في الـ 65 من عمره عندما قاد النادي نفسه للفوز على سيوول الكوري في نهائي نسخة 2013.
ويسعى يايسله لأن يصبح ثاني مدرب ألماني يتوج باللقب الآسيوي، بعد هولجر أوسيك، الفائز مع أوراوا الياباني بلقب نسخة العام 2007.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق