في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الوزراء اليمني، أحمد عوض بن مبارك، اليوم السبت، استقالته من منصبه، مقدماً إياها إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي. 

تأتي هذه الاستقالة في وقت تشهد فيه الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً حالة من الشلل والانقسام الحاد، مع تصاعد الانتقادات لأداء الحكومة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في اليمن.

أسباب الاستقالة

في بيان نشره على حسابه في منصة "إكس"، أوضح رئيس الوزراء اليمني أن استقالته جاءت نتيجة الكثير من الصعاب والتحديات، مشيراً إلى عدم تمكينه من العمل وفقاً لصلاحياته الدستورية، وعدم قدرته على إجراء التعديلات الحكومية اللازمة لإصلاح مؤسسات الدولة. 

وأكد رئيس الوزراء اليمني  أنه بذل جهوداً صادقة للمساهمة في معركة استعادة الدولة وهزيمة الانقـ.لاب الحوثي، ومحاربة الفساد، والإصلاح المالي والإداري، وإعادة بناء مؤسسات الدولة في العاصمة عدن.

خلفية التوترات الحكومية

تشهد الحكومة اليمنية حالة من الانقسام، حيث أعرب العديد من الوزراء عن استيائهم من أداء بن مبارك، محملين إياه مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. 

وطالب الوزراء بتغييره فوراً، مشيرين إلى فشله في إدارة الحكومة وتعطيلها خلال الأشهر الماضية، دون اتخاذ أي إجراءات حقيقية لمعالجة الأزمات المتفاقمة، بما في ذلك أزمة الكهرباء، وانهيار العملة الوطنية، وتعثر صرف رواتب القوات المسلحة والأمن.

ردود الفعل والتوقعات المستقبلية

في وقت سابق، أكد رئيس الوزراء اليمني المستقيل استمراره في أداء مهامه، مجدداً التزامه بمواجهة الاختلالات والفساد والمشروع الحوثي، بدعم من مجلس القيادة الرئاسي. 

ومع ذلك، فإن استقالت رئيس الوزراء اليمني قد تمهد الطريق لتعديلات وزارية واسعة خلال الفترة المقبلة، حيث تم ترشيح عدة شخصيات بارزة لتولي منصب رئيس الوزراء، من بينهم وزير الخارجية شائع الزنداني، ووزير المالية سالم بن بريك، ومدير مكتب الرئاسة يحيى الشعيبي، وعضو مجلس القيادة عبدالله العليمي.

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الصراع في اليمن، حيث تواجه البلاد تحديات اقتصادية وإنسانية جسيمة، مع تدهور الاقتصاد، وارتفاع معدلات الفقر، وانهيار البنية التحتية، واحتياج أكثر من 80% من السكان للمساعدات الإنسانية. 

ومن المتوقع أن تؤثر استقالة رئيس الوزراء اليمني بن مبارك على جهود الحكومة في معالجة هذه الأزمات، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد.

مع هذه الاستقالة، تدخل اليمن مرحلة جديدة من التحديات السياسية والاقتصادية، حيث يتعين على القيادة اليمنية اتخاذ قرارات حاسمة لضمان استقرار الحكومة ومواصلة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والتنمية في البلاد.