أعلنت جماعة الحوثي، الأحد، مسؤوليتها عن استهداف مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل، بصاروخ باليستي فرط صوتي، في عملية وُصفت بأنها "الأجرأ" منذ بداية التصعيد الإقليمي الداعم لغزة، ما دفع تل أبيب وواشنطن إلى التهديد بردود "قاسية" قد تعيد رسم المشهد العسكري في المنطقة.

 أمريكا وإسرائيل ستواجهان خيارات تصعيدية مؤثرة جداً

وقالت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليًا)، في بيان رسمي، إن استمرار الغارات الأمريكية والإسرائيلية على اليمن "سيواجه بخيارات عسكرية تصعيدية مؤثرة جداً"، محذرة من أن "صبر صنعاء لن يطول".

وأضاف البيان:

"العدوان الأمريكي يمثل انتهاكًا صريحًا لسيادة اليمن، وخرقًا لميثاق الأمم المتحدة. ولن نتراجع عن موقفنا الديني والإنساني في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة."

وجاء البيان بعد ساعات من تقارير إعلامية أفادت بوقوع ثلاث غارات أمريكية استهدفت مواقع في منطقة السواد جنوب العاصمة صنعاء، في ما يبدو أنه رد أولي على الهجوم الصاروخي الحوثي الذي استهدف عمق إسرائيل.

صاروخ يفلت من الاعتراض ويصيب هدفه قرب مطار بن غوريون

وأكد المتحدث العسكري للحوثيين، العميد يحيى سريع، أن الجماعة أطلقت صاروخًا باليستيًا فرط صوتي على مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة، مؤكداً أنه أصاب هدفه بدقة، رغم محاولات منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية اعتراضه.
 

وأضاف سريع في بيان مقتضب:

"نؤكد أن العملية جاءت رداً على المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني المقاوم."

وتم تداول لقطات مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر عمود دخان يتصاعد قرب صالة الركاب في مطار بن غوريون، ما تسبب بحالة من الذعر، وتوقيف مؤقت لحركة الطيران قبل أن تُستأنف لاحقًا.

إسرائيل تلوّح برد مضاعف: سندفع سبعة أضعاف

من جهته، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الحوثيين برد قاسٍ، قائلاً:

"من يضربنا سيتم ضربه بسبعة أضعاف. الرد قادم في الوقت والمكان المناسبين."

أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد قال إن إسرائيل لن تتسامح مع الهجمات الحوثية على منشآتها الحيوية، واصفاً جماعة أنصار الله بأنها "ذراع إيرانية"، مشيدًا بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يرى أن الهجمات "تنطلق من طهران".

وأكد نتنياهو أن إسرائيل سترد بطريقة "تحافظ على هيبتها وردعها الإقليمي"، ملمحًا إلى إمكانية تنفيذ ضربات مباشرة داخل الأراضي اليمنية، للمرة الأولى بشكل معلن.

تصعيد إقليمي متعدد الجبهات

يرى مراقبون أن استهداف الحوثيين لمطار بن غوريون يُشكل نقطة تحول خطيرة في طبيعة الصراع الإقليمي، إذ تنتقل الهجمات من مضيق باب المندب والبحر الأحمر إلى العمق الإسرائيلي، وهو ما يفتح بابًا واسعًا لاحتمالات الردود العسكرية الإسرائيلية أو الأميركية ضد اليمن، سواء بشكل مباشر أو عبر ضربات نوعية.

كما يأتي هذا التصعيد في سياق حرب أوسع تُخاض على أكثر من جبهة، تشمل غزة، لبنان، سوريا، والعراق، ضمن ما تسميه إيران ومحورها "معركة واحدة في وجه العدوان الصهيوني الأميركي".

ويُتوقع أن تُحرّك تل أبيب وواشنطن أدوات الضغط العسكري والدبلوماسي خلال الأيام المقبلة، خاصة وأن أي هجوم جديد على العمق الإسرائيلي قد يؤدي إلى انفجار الوضع بالكامل في المنطقة، بما في ذلك احتمالية فتح جبهة الجنوب اليمني أمام تدخل مباشر.