في لحظة حاسمة تتقاطع فيها التحديات المناخية مع الضغوط التشغيلية، أطلقت الشركة القابضة لكهرباء مصر اجتماعاتها الاستراتيجية برئاسة المهندس جابر دسوقي، الذي جُدِّد له الثقة لفترة جديدة، لتبدأ مرحلة جديدة من التحول والتخطيط استعدادًا لصيف 2025.

الحد من نسب الفقد في الطاقة وتحسين كفاءة الشبكات والخدمة

الاجتماع، الذي وصف بـ"الحيوي"، ضم رؤساء شركات توزيع الكهرباء التسع على مستوى الجمهورية ونوابهم، واضعًا نصب عينيه هدفًا مركزيًا، الحد من نسب الفقد في الطاقة وتحسين كفاءة الشبكات والخدمة.

اللقاء لم يكن تقليديًا، بل حمل طابعًا تنفيذيًا دقيقًا، بدأ بالتعريف بالأعضاء المتفرغين الجدد بمجلس إدارة القابضة، إلى جانب تقديم القيادات الجديدة لشركتي جنوب وشمال الدلتا، في إشارة إلى مرحلة تجديد دماء تتزامن مع أهداف فنية ومالية صارمة.

متابعة جهود تركيب العدادات بأنواعها المختلفة

الاجتماع ناقش بعمق أداء الشركات خلال الشهور الماضية، مستعرضًا مؤشرات التحصيل وسير إصدار الفواتير، إضافة إلى متابعة جهود تركيب العدادات بأنواعها المختلفة، وهو ملف يرتبط مباشرة بمستوى الخدمة وتحسين دقة المحاسبة على الاستهلاك.

ومن بين المحاور الأساسية التي تناولها النقاش، جاء عرض شامل حول نسب الفقد في الشبكات، حيث وُضعت معايير دقيقة لتقليل الفاقد الفني والتجاري، عبر خطط تطوير شاملة تستهدف تحسين خدمة العملاء، والاعتماد على الرقمنة في التحصيل والقراءات الدورية، بما يعزز الكفاءة ويقلص الهدر.

خطط تطوير شاملة تستهدف تحسين خدمة العملاء

التحول الرقمي، الذي فرض نفسه بقوة في جدول الأعمال، كان حاضرًا كمحور استراتيجي، خاصة مع تطلع "القابضة للكهرباء" إلى تحسين جودة التغذية الكهربائية وتطوير الشبكات في كافة المحافظات، استعدادًا للأحمال المتزايدة في الصيف.

ولم تقتصر المحاور على ما سبق، بل شملت أيضًا موقف المشروعات الجارية بكل شركة، والخطة الاستثمارية، والصيانة الدورية، إلى جانب ملف تركيب العدادات مسبقة الدفع سواء في المنشآت الحكومية أو الإنارة العامة، فضلًا عن عدادات الإنارة الذكية.

وتطرقت المناقشات أيضًا إلى مستجدات الطاقة المتجددة، من خلال تقييم المعاينات الخاصة بتركيب محطات طاقة شمسية على أسطح المباني الحكومية، إضافة إلى مراجعة الطلبات المقدمة عبر المنصة الموحدة لتركيب العدادات، خصوصًا تلك المرتبطة بضبطيات قضائية.

كما أولى الاجتماع اهتمامًا بتحليل نسب الفقد حسب القطاعات، مع مراجعة أداء المحولات وتحميلها، ومؤشرات التحصيل الإلكتروني، إلى جانب الوقوف على مدى جاهزية البرامج الموحدة مثل نظم إدارة العدادات، المخازن، وأعمال الصيانة ورفع المكونات.

الاجتماع لم يكن مجرد عرض للمشكلات، بل كان منصة لوضع الحلول والخطط، ليكون صيف 2025 مختلفًا، أكثر استعدادًا، وأقل فقدًا، وأكثر ذكاءً في إدارة الكهرباء.