شهدت محافظات جنوب المملكة خلال اليومين الماضيين حالة عدم إستقرار جوي، تسببت بتشكل سيول جارفة أدت إلى وفاة سائحة وابنها في الشوبك، وفقدان حدث يبلغ من العمر 17 عاما في منطقة الحسا بمحافظة الطفيلة.
وأكد محافظ الطفيلة الدكتور عمر الزيود في تصريحات اذاعية اليوم الثلاثاء، استمرار عمليات البحث عن الحدث المفقود، مشيرا إلى أن السيول جرفت الشاب إلى حفرة عميقة تبعد حوالي 10 كيلومترات عن بلدة الحسا، ويصل عمقها إلى 40 مترا، مما صعّب من جهود الإنقاذ.
وأشار الزيود إلى أن مساحة البحث انحصرت في نطاق 3 كيلومترات مربعة، وتشارك في العملية فرق من الدفاع المدني والغواصين والجهات الأمنية منذ يوم الأحد وأنها ما تزال تعمل حتى صباح اليوم، دون العثور حتى اللحظة على أي دلائل على وجود المفقود.
وعن التحذيرات الجوية، أوضح المحافظ أنه تم تعميم النشرات الرسمية على الجهات الميدانية، لكن بعض المواطنين لا يتعاملون مع تحذيرات حالات عدم الاستقرار بجدية، خصوصا عندما تكون الأجواء مستقرة قبل الهطول.
وفي سياق متصل، قال المهندس يزن محادين، مفوض إدارة المحمية والسياحة في سلطة إقليم البترا، إن السلطة تعاملت مع حالة الطوارئ باحترافية عالية، وقررت ظهر الأحد إيقاف بيع التذاكر للسياح وإخلاء الموقع الأثري بالكامل خلال أقل من ساعة، بالتعاون مع الجهات الأمنية وكوادر المحمية.
وأكد محادين أن البنية التحتية في الإقليم ساعدت في الحد من الأضرار، بفضل وجود سدود وقنوات تصريف مياه، وغرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة.
وأوضح أن السياحة عادت إلى طبيعتها سريعا، إذ استقبلت البترا يوم أمس أكثر من 1400 زائر.
كما شدد على ضرورة أن يرافق الزوار أدلاء سياحيون محليون، خاصة في المناطق الوعرة، لضمان سلامتهم وتجنب المخاطر الناتجة عن الظروف الجوية.
محافظ معان يكشف تفاصيل مأساة الشوبك
من جهته، كشف محافظ معان، حسن الجبور، عن تفاصيل الحادثة المأساوية التي وقعت مساء الأحد في منطقة الشوبك، وأودت بحياة سائحة بلجيكية وطفلها، بعد أن جرفتهما السيول في "وادي النخيل” غير المدرج ضمن المسارات السياحية المعتمدة.
وقال الجبور،إن المحافظة شهدت حالة من عدم الاستقرار الجوي تسببت بأمطار رعدية غزيرة وتشكل للسيول في مناطق الشوبك والبتراء ووادي موسى. وأشار إلى أن فرق الطوارئ كانت على أهبة الاستعداد، وتمكنت من الاستجابة الفورية للبلاغات.
وأضاف أن بلاغًا ورد في الساعة الثالثة من مساء الأحد بوجود 18 سائحا أجنبيا في وادي النخيل، حيث تبين أنهم دخلوا للمغامرة بشكل فردي دون تنسيق مع مكتب سياحي أو مرافقة دليل سياحي محلي، ما عرّضهم للخطر.
وأوضح الجبور أنه تم إخلاء 14 سائحا من الجنسية التشيكية بنجاح، فيما فُقدت سائحة بلجيكية وأطفالها الأربعة، حيث تبيّن أنها أصرت على دخول الوادي رغم تحذيرات سكان محليين. وتمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ اثنين من الأطفال، بينما استمرت عمليات البحث عن الأم وطفلها حتى صباح اليوم التالي، حيث تم العثور عليهما متوفين في منطقة فنان – غُريغرا، بعد أن جرفتهما السيول.
ونُقل الطفلان الناجيان إلى مركز صحي لتلقي الرعاية، وتم التواصل مع السفارة البلجيكية التي أوفدت القنصل لاستلامهما مساء الأحد.
وأكد المحافظ أن السلطات ستتخذ إجراءات احترازية مستقبلية لتنظيم النشاطات السياحية في الأودية الخطرة وغير المعتمدة، مشددا على ضرورة الالتزام بالتعليمات الرسمية وتفادي المغامرات الفردية في ظروف جوية غير مستقرة.
0 تعليق