عودة غير متوقعة: مركبة فضائية عالقة منذ 1972 تقترب من الأرض - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

من المتوقع أن تدخل بقايا مركبة الفضاء السوفيتية «كوزموس-482» الغلاف الجوي للأرض مجددًا في وقت قريب وذلك بعد مرور ما يزيد عن نصف قرن على إطلاقها في عام 1972 وقضائها هذه المدة الطويلة في مدار حول كوكبنا، لتواجه هذه المهمة الفضائية غير المكتملة نهاية احتراقية في الغلاف الجوي بعد رحلة دامت عقودًا.

حيث يتوقع الخبراء أن تعود مركبة الفضاء «كوزموس-482 ديسينت كرافت» إلى الغلاف الجوي للأرض في الفترة ما بين الثامن والثاني عشر من شهر مايو الجاري، لتشهد نهاية احتراقية سريعة تقدر بنحو 242 كيلومترًا في الساعة، إذ ستظهر في السماء كنيزك متوهج، وقد صُممت هذه المركبة، التي يبلغ قطرها مترًا واحدًا ووزنها حوالي 495 كيلوجرامًا، لتحمل ظروف الدخول القاسية إلى الغلاف الجوي الكثيف لكوكب الزهرة، مما يزيد من احتمالية بقائها سليمة نسبيًا عند ارتطامها بالأرض كجسم فضائي ثقيل، ولكن أين سيهبط «كوزموس 482»؟

ووفقًا لمجلة «live science» العلمية، لا توجد حاليًا معلومات دقيقة تحدد الموقع الذي ستهبط فيه مركبة «كوزموس 482»، إذ تغطي منطقة الهبوط المحتملة مساحة واسعة تشمل معظم أنحاء كوكب الأرض، وبحسب ما ذكره ماركو لانغبروك، المحاضر في مجال الوعي الفضائي بجامعة دلفت التقنية في هولندا، والذي اكتشف عودة المركبة الوشيكة، فإنه بناءً على مدارها الحالي، يُحتمل أن تهبط في أي مكان يقع بين خطي عرض 52 درجة شمالًا و52 درجة جنوبًا.

وتتضمن هذه المنطقة الشاسعة كامل الولايات المتحدة القارية، وأمريكا الجنوبية، وأفريقيا، وأستراليا، ومعظم قارتي أوروبا وآسيا جنوب الدائرة القطبية الشمالية، مما يعني أن جميع المدن الكبرى تقريبًا حول العالم تقع ضمن هذه المنطقة الاحتمالية للهبوط.

وعلى الرغم من أن هذا الاحتمال قد يبدو مقلقًا للوهلة الأولى، إلا أنه لا يدعو للقلق، خاصة وأنّ فرص اصطدام حطام مركبة «كوزموس» بأي منطقة مأهولة بالسكان تبقى ضئيلة للغاية، ونظرًا لأن حوالي 71% من سطح كوكبنا مغطى بالمياه، فإن الاحتمال الأرجح هو أن تهبط المركبة في المحيط، وهو السيناريو الأكثر شيوعًا بالنسبة لمعظم قطع الحطام الفضائي التي تعود إلى الغلاف الجوي.

وأوضح جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، أنّ احتمالات سقوط المركبة الفضائية مباشرة على شخص ما تُقدر بأنها واحد من عدة آلاف من الاحتمالات المعتادة المرتبطة بسقوط الحطام الفضائي، وأضاف الخبراء أنّ التحديد الدقيق لمنطقة الهبوط المحتملة لمركبة «كوزموس 482» لن يكون ممكنًا إلا بعد أن تبدأ فعليًا في عملية الهبوط عبر الغلاف الجوي، وهو ما يُتوقع حاليًا أن يحدث في العاشر من شهر مايو الجاري، مع هامش خطأ يقدر بيومين أو ثلاثة أيام.

ما هي المركبة «كوزموس 482»؟

ومسبار كوزموس 482 جرى تصنيعه وإطلاقه من قبل الاتحاد السوفيتي في عام 1972 كجزء من برنامج «فينيرا» الطموح لاستكشاف كوكب الزهرة، وقد حقق هذا البرنامج نجاحًا ملحوظًا من خلال المسبارين «فينيرا 7» و«فينيرا 8»، اللذين يعتبران أول مركبتين فضائيتين تهبطان بنجاح على سطح كوكب الزهرة في عامي 1970 و1972 على التوالي، مما قدم رؤى قيمة حول الظروف القاسية لهذا الكوكب.

وقد صُمم مسبار كوزموس 482 ليكون نسخة مطابقة للمسبار «فينيرا 8» ولكن نتيجة لعطل فني طرأ على صاروخ سويوز الذي حمل كوزموس 482 إلى الفضاء، فشل المسبار في تحقيق السرعة اللازمة للانطلاق نحو كوكب الزهرة، وبدلًا من ذلك، استقر المسبار في مدار بيضاوي غير مقصود حول كوكب الأرض، ليتحول مساره عن الهدف الأساسي للمهمة.

وبعد فترة وجيزة من فشل عملية الإطلاق، تفكك مسبار كوزموس 482 إلى عدة أجزاء، وقد عاد الجزء الرئيسي من هيكل المسبار إلى الغلاف الجوي للأرض في الخامس من شهر مايو عام 1981، وبقيت مركبة الهبوط الخاصة بالمسبار في مدارها غير المخطط له لما يقرب من 53 عامًا، لتشهد عودتها المرتقبة إلى الغلاف الجوي في الأيام المقبلة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : عودة غير متوقعة: مركبة فضائية عالقة منذ 1972 تقترب من الأرض - عرب فايف, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 08:52 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق