ياسمينا ميدزيتش، البالغة من العمر 36 عاما والمولودة في كرواتيا والحاصلة على الإقامة الدائمة في بريطانيا، أُجبرت على مغادرة الولايات المتحدة يوم الأحد الماضي، حيث رُحّلت من مطار لوس أنجلوس إلى لندن، بعد محاولتها الفاشلة حضور مؤتمر "معهد ميلكن" في لوس أنجلوس، والذي استضاف شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، ووزير الخزانة سكوت بيسينت، وجيل بايدن.
وميدزيتش، التي تشغل منصب مديرة تنفيذية في شركة "Typhon Capital Management" بميامي بيتش، اعتادت أن تنشر على "إنستغرام" صورا لها بملابس فاخرة وملابس بحر في أماكن فاخرة حول العالم.
وحساب ميدزيتش على "إنستغرام"، الذي أصبح الآن خاصا، والذي استعرضت فيه زيّ ممرضة مثيراً في عيد الهالوين الأخير، كان يدرج لندن ونيويورك بوصفهما مكانَي إقامتها الرسميين.
وقال مصدر مقرّب من "الحسناء البلقانية" لصحيفة "نيويورك بوست" إنها عادت إلى بريطانيا يوم الإثنين.
وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، نشرت صورة ذاتية بشفاه منفوخة على "إنستغرام" من حي ماي فير الراقي في لندن، وكانت ترتدي قبعة بيسبول وقميصا رياضيا.
وكتبت في المنشور: "الأمر لا يتعلق بمدى قوة الضربة التي تتلقاها، بل بمدى قدرتك على تحملها والاستمرار في التقدّم".
وعند التواصل معها يوم الجمعة من قبل "ذا بوست"، أنكرت أخصائية علاقات المستثمرين ارتكاب أي خطأ، في مقابلة مؤثرة.
وقالت باكية عبر الهاتف: "أصدقائي قضاة ومدّعون عامّون في الولايات المتحدة، لن أخالف القانون". وأضافت: "هذا انتهاك فظيع لحقوقي على مستويات عديدة".
وذكرت ميدزيتش أنها احتُجزت في مطار لوس أنجلوس لمدة 26 ساعة قبل أن تُعاد إلى مطار هيثرو في لندن.
هذا وشغلت ميدزيتش منصبا إداريا في الشركة الشقيقة لـ"تايفون"، وهي شركة "جوريس تريد"، المتخصصة في تمويل التقاضي، والتي تربط بين مكاتب المحاماة وأصحاب المطالبات والمستثمرين.
جيمس كوتولاس، مؤسس الشركتين، رد أيضا على الاتهامات، قائلا إن مسؤولة شركته الرفيعة "لم تخالف أي قوانين هجرة".
وقال كوتولاس، الذي خضع لتدقيق من هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) بعد إطلاقه عملة "هيا بنا يا براندون" المناهضة لبايدن: "إذا أرادوا تلطيخ سمعتها، فسأراهم في المحكمة".
لكن تريشا ماكلوغلين، مساعدة الوزير في وزارة الأمن الداخلي، أوضحت لـ"ذا بوست" أن الضباط طردوا ميدزيتش لأنها "انتهكت شروط دخولها بموجب تأشيرة B1/B2".
وتابعت ماكلوغلين: "يجب الالتزام بقوانين الهجرة.. من يسعى للعمل في الولايات المتحدة يجب أن يفعل ذلك من خلال الوسائل القانونية، أو يواجه العواقب".
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية أمريكية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن المسؤولين أصبحوا مرتابين من تكرار سفر ميدزيتش إلى الولايات المتحدة، وأوقفوها للاستجواب بعد وصولها إلى مطار لوس أنجلوس يوم السبت.
وأضاف المسؤولون أن سيدة الأعمال الجذابة اعترفت لاحقا بأنها لم تكن صادقة عند دخولها الولايات المتحدة في رحلاتها المعتادة عبر الأطلسي، وأنها لم تتمكن من تقديم دليل على حقها في العمل في البلاد أثناء جدالها مع موظفي الجمارك وحماية الحدود.
وصرح مصدر رفيع مطلع على القضية قائلا: "هذه التأشيرة مخصصة للاستمتاع بجمال بلادنا. لزيارة هوليوود أو ديزني لاند. لكنها اعترفت بأنها كانت تعمل. قوانين الهجرة تنطبق على الجميع، سواء كنت عامل بناء أو مديرة صندوق تحوّط".
وأضاف مصدر آخر: "قدّمت ميدزيتش طلبًا للحصول على تأشيرة L1 في عام 2023، لكنه رُفض،وصرحت بأنها كانت تعمل بشكل غير مصرح به لدى "تايفون مانجمنت" منذ عام 2021، و"جوريس تريد" منذ 2024".
وأوضح مصدر رفيع غير مخول له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، قائلا: "لقد كذبت، وهذا سيؤذي سمعتها إلى الأبد.. إنها آذت نفسها بنفسها".
جدير بالذكر أن جميع التصريحات التي يُدلي بها أي شخص خلال فحص الهجرة في الولايات المتحدة تُعتبر تحت القسم، وتُعرف باسم "البيانات المُحلّفة".
وصرح مصدر مقرب من القضية بالقول: "كانت تتقاضى أجرا ثابتا من الشركتين يبلغ 13 ألف دولار شهريا.. كانت تأتي إلى الولايات المتحدة لجمع رأس المال ومقابلة عملاء الشركتين بصفتها مديرة تنفيذية".
وأخبر المسؤولون الصحيفة أن القاضي الفيدرالي فقط هو المخوّل بإصدار أمر ترحيل رسمي، لكن لدى موظفي الجمارك وحماية الحدود السلطة القانونية لرفض دخول الأجانب "الطارقين باب" الولايات المتحدة.
أي شخص يتلقى "أمر رفض دخول" يمكنه تقديم استئناف في سفارة أمريكية بالخارج إذا قدّم أدلة كافية على أن القرار كان غير عادل وصدر بشكل خاطئ.
وتُظهر منشورات مواقع التواصل الاجتماعي أن ميدزيتش كانت من الحضور الدائمين لمؤتمر ميلكن السنوي في فندق بيفرلي هيلتون، حيث التقطت صورة مع الرئيس التنفيذي لشركة جيفريز، ريتش هاندلر، في المنتدى عام 2023.
وفي أماكن أخرى، شوهدت تلهو مع أصدقائها في منتجع سانت موريتز السويسري الفاخر، وقبل ثلاثة أسابيع كانت في مقاعد كبار الشخصيات في سباق الفورمولا 1 في البحرين. وسلسلة أخرى من الفيديوهات من لندن بعنوان "المنزل؟" تُظهرها في نادي الأعضاء الخاص "5 هيرتفورد ستريت".


وادّعت مصادر مقربة من ميدزيتش أنها كانت تخطط لاستخدام علاقاتها داخل إدارة ترامب لمحاولة إلغاء الحظر الممتد لخمس سنوات.
المصدر: "نيويورك بوست"
0 تعليق