جابها لا… ما جابها! - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جابها لا… ما جابها! - عرب فايف, اليوم السبت 10 مايو 2025 12:30 مساءً

بقلم: عيسى المزمومي

في صخب المدرجات، وبين هدير الجماهير، تولد لحظات لا تشبه غيرها. لحظات لا تُقاس بالأهداف المسجّلة، بل تُقاس بما تتركه في الروح من أثر، وبما توقظه في الإنسان من شغفٍ للحياة. حين هزَّ غالينو وكيسييه شباك كاواساكي الياباني، لم تكن تلك مجرد كرة تعبر خط المرمى، بل كانت رسالة تقول: “إن الطموح لا يعرف المستحيل، والمجد لا يعرف الانتماء إلا لمن يؤمن بنفسه”!
“جابها لا… ما جابها!” عبارة تبدو في ظاهرها وصفًا للحظ الرياضي، لكنها في جوهرها فلسفة حياة. هي التعبير المكثف عن تلك اللحظة الحاسمة التي يتقاطع فيها السعي مع المصير، وتُختبر فيها الإرادة في أشد صورها. لحظة يتساوى فيها الرجاء والخوف، ويكون الإيمان بالذات هو الحاسم الوحيد. وفي قلب هذه الفلسفة، يتجلى مشروع الأهلي السعودي كأنموذج فريد للنجاح المتكامل.
بقيادة استراتيجية من الصندوق الاستثماري، وبإدارة حكيمة يشرف عليها الأستاذ خالد العيسى، تجاوز الأهلي كونه نادياً رياضياً ليصبح رمزًا لمشروع وطني متكامل، حيث تجتمع الإدارة المحترفة، والرؤية المستقبلية، والبُعد الثقافي في كيانٍ واحد. الأهلي لم يُراهن فقط على الفوز، بل راهن على الإنسان، على العقل، وعلى التخطيط. وكانت النتيجة: تأهّلات استثنائية لكأس العالم للأندية 2029، وكأس القارات 2026، ومشاركة مرتقبة في كأس التحدي بين القارات!
دوري روشن ليس مجرّد مسابقة محلية كما قد يتصور البعض، بل هو اليوم الأهم خليجيًا وعربيًا، لأنه لم يُبْنَ على حماسة اللحظة، بل على مشروعٍ شامل جمع بين استقطاب النجوم العالميين، وتطوير المواهب المحلية، ورفع جودة المنافسة. إنه انعكاس لتحوّل فكري عميق، جعل من الرياضة في المملكة جزءًا من رواية وطن يتجدّد، وركيزة من ركائز رؤية 2030 م التي ترى في الرياضة وسيلة لبناء القوة الناعمة، وتعزيز الهوية الوطنية، وصناعة التأثير العالمي.
النجاحات المتعددة التي تحققها الرياضة السعودية اليوم، في مختلف الألعاب، ليست مصادفات متفرقة، بل دلائل على أن الحلم حين يُدار بعقل، ويتكئ على التخطيط، يتحوّل إلى واقع. هذا التحوّل ليس مجرد طفرة، بل هو نتاج إيمانٍ عميق بأن الإنسان السعودي قادر على بلوغ القمم، متى ما أُتيحت له الفرصة، ومتى ما آمن بنفسه. “جابها لا… ما جابها” ليست فقط لحظة انتصار… إنها لحظة تساؤل داخلي: هل نحن نسعى بما يكفي؟ هل نجرؤ على الحلم؟ هل نملك الشجاعة لنحاول، ونسقط، ثم ننهض لنحاول من جديد؟!
في الحياة، كما في كرة القدم، لا أحد يضمن النتيجة. لكن الذين يغامرون بالمحاولة، هم وحدهم من يملكون فرصة النجاح. الإنجاز لا يولد من الفراغ، بل هو ابن الرؤية، وشقيق الإصرار، وحليف الإيمان بالذات. فهل نحن مستعدون لنعيش فلسفتنا الخاصة؟! هل نمضي نحو أهدافنا بثقة، وإن تعثرت أقدامنا؟ هل نُدرك أن السقوط ليس نهاية، بل بداية ارتقاء جديد؟!
لأن الحقيقة الأبدية تظل واحدة: المجد لا يُمنح… بل يُنتزع! ويبقى السؤال لمن يشكك في حصول الملكي على بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة مؤخرًا: “الأهلي جابها… لا ما جابها؟”!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق