الدويري: عملية الشجاعية فجرا استهدفت 4 إلى 12 عسكريا إسرائيليا - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن العملية العسكرية التي وقعت فجر اليوم السبت في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة تشير إلى وقوع كمين محكم استهدف آلية مدرعة إسرائيلية، مرجحا أن عدد الجنود المستهدفين يتراوح بين 4 و12 عسكريا، حسب نوع الآلية وحمولتها.

وأوضح الدويري، خلال فقرة التحليل العسكري على شاشة الجزيرة، أن المعطيات الأولية تشير إلى استهداف مباشر لآلية عسكرية بصاروخ مضاد للدروع، مع احتمال أن تكون دبابة "ميركافا" أو مدرعة "النمر" وهو ما يفسر حالة الإرباك والإنزال الجوي للمصابين إلى مستشفى "تال هشومير".

وأضاف أن دبابة "ميركافا" تحمل عادة طاقما أساسيا مكونا من 4 أفراد، ويمكن أن تُحمّل جنودا إضافيين يصل عددهم إلى 10، بينما تستوعب عربة "النمر" المدرعة ما يصل إلى 12 جنديا، مما يرجح أن العملية أوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى داخل هذه المركبة المستهدفة.

وكانت مواقع إسرائيلية تحدثت صباح اليوم عن وقوع "حدث أمني خطير" في حي الشجاعية، حيث تعرضت مركبة عسكرية لهجوم بصاروخ مضاد للدروع، أعقبه استقدام مروحيات لنقل الجنود المصابين، وسط قصف مدفعي إسرائيلي على المنطقة.

اليقظة الصباحية

وأشار الدويري إلى أن توقيت العملية مع ساعات الفجر يحمل دلالات عسكرية مهمة، إذ يعد هذا التوقيت من أفضل الأوقات لتنفيذ الكمائن والهجمات المباغتة، مستشهدا بما يُعرف عسكريا بـ"اليقظة الصباحية" التي تُعد فترة حرجة يُفترض فيها أن تكون القوات المدافعة على أقصى درجات الحذر.

 

ورأى أن طبيعة الإصابات وخطورة الحدث تعزز فرضية استخدام صاروخ متطور مضاد للدروع، دون تحديد نوعه بدقة، لكنه رجح أن يكون من طراز "كورنيت" أو "السهم الأحمر" أو غيرهما من الصواريخ ذات الحشوة الترادفية القادرة على اختراق التدريع الثقيل.

وبيّن الخبير العسكري أن استهداف الآلية في "منطقة قاتلة" -كبرج القيادة أو نقطة التقاء البرج بالبدن- كفيل بتحقيق إصابات مباشرة تؤدي إلى مقتل أو إصابة جميع من فيها، خاصة إذا انفجرت ذخيرة الآلية، كما حدث في عمليات سابقة.

وأشار إلى أن الدبابة المستهدفة تحمل في الحد الأدنى 46 قذيفة، مما يجعل انفجارها إثر استهدافها بصاروخ بمثابة تفجير ثانوي داخلي يعزز من حجم الكتلة النارية والانفجار، كما أن عربة "النمر" عادة تحمل ذخائر صغيرة ومتوسطة قابلة للانفجار.

وأوضح الخبير الإستراتيجي أن الانفجار الكبير الذي يُشاهد في مقاطع الفيديو ليس ناتجا فقط عن الصاروخ المستخدم، بل عن انفجار محتويات الآلية، سواء كانت قذائف دبابة أو ذخائر فردية، وهو ما يؤدي إلى تصاعد كتلة نارية كثيفة وتدمير شامل للآلية ومن فيها.

تصاعد العمليات

ولفت الدويري إلى أن هذه العملية تحمل بصمات نوعية في إطار تصعيد واضح من المقاومة، مشيرا إلى عمليات سابقة نفذتها كتائب القسام في مناطق مختلفة، بينها "كسر السيف" و"أبواب الجحيم" التي اعتمدت على تكتيكات الكمائن المركبة.

واستعرض الخبير العسكري محاولات جيش الاحتلال لاختراق حي الشجاعية منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 15 مارس/آذار الماضي، مبينا أن قوات الاحتلال دخلت عدة مناطق مثل تل المنطار والأطراف الشرقية لكنها اصطدمت بجاهزية عالية للمقاومة.

وأوضح أن وتيرة الكمائن التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في حي الشجاعية وشرق التفاح تصاعدت مؤخرا، لكنها ظلت في الظل بسبب تركيز التغطية على كمائن أشد في رفح وبيت حانون، رغم أن "الشجاعية" شهد أيضا معارك طاحنة.

 

وأكد اللواء الدويري أن المعلومات التفصيلية حول عملية المقاومة الفلسطينية ما زالت غير متوفرة حتى اللحظة، بانتظار بيان رسمي من كتائب القسام يوضح حجم هذه العملية وأسلحتها، مرجحا أن تكون جزءا من سلسلة عمليات ستُكشف لاحقا ضمن مسمى خاص بها.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يصدر عنه حتى الآن رواية واضحة حول العملية، وهو ما يثير تساؤلات حول حجم الخسائر، خاصة أن نقل الجنود بالمروحيات يتم عادة في حال وقوع إصابات خطيرة يصعب التعامل معها ميدانيا.

وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلنت أول أمس إيقاع قوتين عسكريتين إسرائيليتين من 19 جنديا بين قتيل وجريح في حي التنور شرقي مدينة رفح ضمن سلسلة عمليات أطلقت عليها القسام "أبواب الجحيم".

المصدر : الجزيرة


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق