جازان تقول: شكراً ملايين.. وأهلاً ملايين - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جازان تقول: شكراً ملايين.. وأهلاً ملايين - عرب فايف, اليوم الأحد 11 مايو 2025 12:15 صباحاً

لست أدري كيف أستطيع عبور جسر الذكريات الذي يمتد على مدى 25 عاماً، ولا أعرف كيف يمكن ضغط الزمن الممتد في كبسولة كتابية صغيرة، ولا كيف يمكن اختصار رحلة طويلة مكتنزة بالتفاصيل المدهشة التي حولت الخيبات واليأس إلى انتصارات عظيمة وإنجازات باهرة.

أتذكر ذلك المساء التأريخي الذي تم فيه تعيين الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة جازان، فقد قرر عدد من أبناء المنطقة في الرياض زيارة سموه في منزله لتهنئته والحديث حول مستقبل المنطقة. كانت قائمة الأسماء لديه توضح تخصص كل شخص من المجموعة، أكاديميين في مجالات مختلفة عديدة وأطباء ومهندسين وخبراء إدارة ومثقفين وكتاباً وغيرهم، وبعد السلام والتعارف بدأ حديثه بعبارة تمثل تفاؤله الكبير بنجاح مهمته، فقد قال ما معناه: إن منطقة زاخرة بهذه الكفاءات المؤهلة في كل التخصصات ستجعل مهمتنا لتطويرها وتحقيق تطلعات مواطنيها مقدوراً عليها بإذن الله وبالمستوى الذي يطمحون إليه.

وصل الأمير محمد بن ناصر جازان وهي تحت درجة الصفر تنموياً، وما زالت تئن من حمى الوادي المتصدع بسبب الإهمال الشامل في كل القطاعات. كان خيط البداية صعباً لكنه التقطه بمهارة: اختيار كفاءات متخصصة شغوفة بالعمل، لا تهاون مع التقصير لتحقيق تنمية شاملة في كل مدينة وقرية، وكل ذلك تحت إشرافه المباشر. المنصفون يعرفون جيداً أنه كان يعمل ليل نهار، هاتفه لا يغلق، واستطاع بذكائه ومهارته جلب ميزانيات ضخمة للمنطقة تمت إدارتها بكفاءة عالية، لتصبح المنطقة على ما هي عليه الآن.

وعلى الصعيد الشخصي الإنساني، كان الأمير محمد بن ناصر قريباً من الناس، يعيش معهم وبينهم، يشاركهم كل مناسباتهم، يضع الناس في مقاماتهم دون استصغار لأحد، أحبوه فأحبهم، قدروه فقدرهم. مجلسه الأسبوعي المفتوح أصبح منبراً لتبادل الآراء والأفكار الخلاقة لتطوير المنطقة، دخلت المنطقة في حراك مستمر شارك فيه الجميع، وذلك ما أوصلها إلى ما وصلت إليه الآن.

بلا شك أن الأمير محمد بن ناصر أرهق نفسه كثيراً، ومثل أي إنسان من حقه أن يرتاح بعد أن أدى واجبه على أكمل وجه. نعم ستفقده جازان، لكن هناك فارساً آخر من الأسرة المالكة الكريمة سيقود المسيرة من بعده، أمير مفعم بالحيوية والنشاط والطموح، اكتسب خبرة تؤهله لتحقيق تطلعات الدولة وطموح المواطن في المنطقة لتستكمل مسيرتها الرائعة، لاسيما وهو نائب لأميرها لعدة سنوات، ويعرفها جيداً.

جازان الآن في عهدة الأمير الشاب محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، أمير من جيل الرؤية وطموح المستقبل، تثق الدولة أنه سيكون الرهان الرابح للمرحلة القادمة. وعندما نعرف أنه شاعر أيضاً وفي منطقة شاعرة، فإن جازان ستكون أجمل قصيدة.

شكراً ملايين للأمير محمد بن ناصر، وأهلاً ملايين بالأمير محمد بن عبدالعزيز.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق