عرب فايف

"فايننشال تايمز": رئاسة ترامب هي الأسوأ للأسواق المالية الأميركية منذ 50 عاما #عاجل - عرب فايف

جو 24 :

شهدت الأسواق المالية الأميركية أسوأ بداية لرئاسة أميركية منذ نحو نصف قرن، إذ تكبّد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" خسائر تُقدَّر بنحو 8% منذ تنصيب الرئيس الحالي، دونالد ترامب، لولايته الثانية، وفقاً لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وتُعدُّ هذه الخسائر الأضعف في أول 100 يوم لرئاسة أميركية، منذ عهد جيرالد فورد في عام 1974، في ظلّ قلق متصاعد بين المستثمرين من السياسات التجارية التي وصفتها بـ"العدوانية"، والتي تتّبعها إدارة ترامب الجديدة، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن خبراء استراتيجيين ومستثمرين، أنّ محاولات ترامب لـ"قلب نظام التجارة العالمي رأساً على عقب بفرض رسوم جمركية متبادلة باهظة على معظم الدول والأسواق المالية الأميركية دفعت إلى حالة من الاضطراب".

شكوك حول إذا ما كانت الولايات المتحدة تتمتع بالأفضلية

"فايننشال تايمز" أشارت إلى أنّ أجندة ترامب التجارية "أطلقت موجات من التقلّبات، التي هزّت ثقة المستثمرين في آفاق النمو الأميركية، وأجّجت المخاوف بشأن انتعاش التضخّم الناجم عن الرسوم الجمركية في أكبر اقتصاد في العالم".

وأشارت أيضاً إلى انخفاض الأسهم بعد إعلانات ترامب الشاملة عن الرسوم الجمركية، في الـ2 من نيسان/أبريل، على نحو "فاجأ معظم مستثمري وول ستريت، الذين توقّعوا ازدهاراً في السوق في ظل إدارة جمهورية تعمل على خفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية".

وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن ديفيد كيلي، كبير الاستراتيجيين في "جي بي مورغان" لإدارة الأصول، قوله إنّ "الأسواق تخبرنا بوجود شكوك حول ما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بالأفضلية عندما تتنافس مع بقية العالم".

نزوح أجنبي من سوق الأسهم الأميركية

في السياق نفسه، أشارت الصحيفة إلى أنّ كلّاً من الدولار وسندات الخزانة الأميركية "تأثّر سلباً بردّ فعل المستثمرين على إعلانات ترامب غير المنتظمة بشأن الرسوم الجمركية".

وفي بداية العام، بلغت نسبة ملكية المستثمرين الأجانب للأسهم الأميركية مستوى قياسياً، بلغ 18%، بحسب شركة "غولدمان ساكس" المالية.

لكن منذ مطلع آذار/مارس، "باع هؤلاء المستثمرون ما يقارب 60 مليار دولار من حيازاتهم، بحيث قاد المستثمرون الأوروبيون عمليات البيع"، وذلك في مؤشر واضح على التغيّر في المزاج الاستثماري العالمي.

ورأت كبيرة مسؤولي الاستثمار في "مورغان ستانلي" لإدارة الثروات، ليزا شاليت، أنّ للمستثمرين "حقاً في الشعور بالإرهاق"، واصفةً سياسات ترامب بشأن التعريفات الجمركية بـ"المتذبذبة، وأنها تُعلن عن حالة من عدم اليقين القصوى"، بينما "تتخلّلها دورياً تصريحات تهدف إلى طمأنة المستثمرين وتهدئة الأوضاع".

تضرّر أسهم التكنولوجيا الأميركية

كما شهدت شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، التي حقّقت ارتفاعات ملحوظة أواخر العام الماضي، تضرّراً شديداً، سواء بسبب تعريفات ترامب الجمركية أو ظهور شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "DeepSeek"، التي فاجأت المستثمرين في كانون الثاني/يناير عبر بنائها نموذجاً لغوياً ضخماً بتكلفة زهيدة مقارنةً بمنافسيها الأميركيين.

وفي كانون الأول/ديسمبر، كانت أسهم "Tesla" و"Alphabet" و"Nvidia" و"Meta"، وهي جزء مما يُعرف بـ"Magnificent Seven" التي تمثّل مجموعةً من 7 شركات تكنولوجية أميركية كبرى، من بين الأسهم الأميركية الأكثر شعبيةً وقيمةً، بحسب تحليل أجرته شركة "Citigroup" للخدمات المالية.

لكنّ جاذبية هذه الشركات تراجعت بالنسبة للمستثمرين منذ ذلك الحين، إذ إنّهم "قلّصوا تعرّضهم لأسهمها، وبعضهم بدأ يراهن ضدها عبر صفقات بيع على المكشوف"، أي عبر استراتيجية تداول تهدف إلى الاستفادة من هبوط أسعار الأوراق المالية، وفقاً لما أضافته "فايننشال تايمز".

وإزاء ذلك، قال ديفيد كيلي من "جي بي مورغان" إنّ "كلّ من راهن بكلّ شيء على Magnificent Seven قد تضرّر".

ترامب يرفض ربط ردّ الفعل السلبي للسوق بتعريفاته الجمركية

وعلى الرغم من هذه المؤشرات السلبية، "رفض الرئيس الأميركي مراراً ربط تراجعات السوق بسياساته أو إعلاناته بشأن الرسوم الجمركية".

وفي هذا السياق، قال تييري ويزمان، استراتيجي الصرف الأجنبي وأسعار الفائدة لدى ماكواري، إنّ ترامب "ربما يكون صنّف الأيام الـ100 الأولى له على أساس ما إذا كان قد فعل ما قال إنه سيفعله، وليس على أساس ما إذا كانت النتائج حتى الآن جيدةً أم سيئة".

(الميادين)