في أي يوم يتوقع الأميركيون أن يشاهدوا وزير الدفاع، بيت هيجسيث، على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يمارس تمارين الضغط مع الجنود، وقد يشاهدون مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، إلى جانب عملاء وهم ينزلون من طائرات الهليكوبتر ويقتحمون مبنى، أو قد يجدون وزيرة الزراعة، بروك رولينز، وأبقارها الحلوب ترعى خلفها، وهي تتعهد بإلغاء حظر حكومي على الحليب كامل الدسم في المدارس.
ووسّعت إدارة ترامب نطاق وصولها إلى منصات الإعلام الجديدة، حتى مع جعلها الحفاظ على حضور قوي على المنافذ الإعلامية التقليدية أولوية قصوى، وهذا الأسبوع أنشأت وزارة الخارجية حساباً على منصة «سابستاك»، ونشرت خطتها لتقليص عدد المكاتب والعمليات تحت قيادة وزير الخارجية، ماركو روبيو.
بتوجيه من هيجسيث، أضاف «البنتاغون»، قبل أسابيع، مرآة وكراسي وتحديثات أخرى، بالقرب من غرفة الإحاطات الإعلامية، ليتمكن المسؤولون من الاستعداد بشكل أفضل للظهور التلفزيوني، وفي تدوينة على منصة «إكس»، وصف وزير الدفاع التقارير الإخبارية عن الغرفة بأنها «قصة كاذبة».
وساعدت هذه الاستراتيجية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الوصول إلى الأميركيين، حيث يحصل الكثيرون على أخبارهم، عبر الإنترنت، في الوقت الذي تواجه الصحف والمنافذ التلفزيونية التقليدية تحديات انخفاض عدد المشتركين، والدعاوى القضائية من الرئيس، والبيت الأبيض الذي يجبرهم على مشاركة الوصول مع وسائل الإعلام الجديدة، والعديد منها مؤيد لترامب بشكل علني.
لكن نظراً إلى أن وسائل الإعلام أصبحت مجزأة للغاية، فإن ظهور الإدارة على منصة «إكس» المملوكة لحليف ترامب، الملياردير إيلون ماسك، أو على منصات أخرى صديقة للإدارة، من المرجح أن تخاطب جمهوراً يدعم الرئيس بالفعل، وهذا له ثمن، ففي الوقت الذي تتراجع أرقام الموافقة على أداء ترامب، تخاطر الإدارة بفقدان فرص التواصل مع الجمهور الأوسع.
ومع ذلك، يمكن أن يكون تفاعل الجمهور عبر الإنترنت مرتفعاً، فقد حصد مقطع فيديو لوزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، وهي تستعد لمداهمة مسكن للمهاجرين، 35 مليون مشاهدة على «إكس»، فيما شاهد ثمانية ملايين متابع فيديو لهيجسيث وهو يتدرب مع القوات.
بالمقابل، بلغ متوسط عدد مشاهدي قناة «فوكس نيوز» الإخبارية الرائدة نحو ثلاثة ملايين مشاهد في أوقات الذروة في الربع الأول من هذا العام. وكثيراً ما يحظى الظهور التلفزيوني بدفعة إضافية، حيث تقوم الوكالات الفيدرالية والشخصيات الإعلامية باختيار مقاطع من المقابلات ونشرها على الإنترنت.
في بداية ولاية ترامب الثانية، اتصل مسؤول كبير في وزارة العدل بالعديد من مشرفي مكتب التحقيقات الفيدرالي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، للتأكد من أنهم يعطون الأولوية لمساعي الرئيس الجديد لاحتجاز وترحيل الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني. وكان لدى المسؤول مطلب آخر، حسبما قال أشخاص مطلعون على المكالمات، وهو نشر إجراءات مكتب التحقيقات الفيدرالي على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما حدث بعد ذلك كان غير معتاد في مجال إنفاذ القانون، فقد بدأت مكاتب مكتب التحقيقات الفيدرالي في نشر صور اعتقالاتهم واحتجازاتهم على موقع «إكس»، وأظهر منشور من مكتب أتلانتا عدداً من الرجال مكبلين بالأصفاد بعد احتجازهم.
وكان حضور مكتب التحقيقات الفيدرالي على وسائل التواصل الاجتماعي محدوداً في الماضي، حيث كان يقتصر في الغالب على مشاركة روابط للبيانات الإخبارية. وقال العميل المتقاعد في مكتب التحقيقات، والذي شغل منصب المتحدث الرسمي باسم المكتب، جيسون باك: «كانت الرسائل متحكماً فيها، وغالباً ما كانت مركزية، وحذرة للغاية، وقد عكس هذا الموقف ثقافة صاغها انضباط الادعاء العام ونفور من المخاطرة». وأضاف: «في ظل القيادة الحالية، شهدنا انخراط مكتب التحقيقات الفيدرالي بشكل أكثر ديناميكية، وأحياناً أكثر عدوانية، على المنصات الرقمية».
في سياق متصل، عقد وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت كينيدي، مؤتمراً صحافياً تقليدياً أخيراً، لتسليط الضوء على مساعيه لدفع شركات الأغذية إلى التوقف عن استخدام بعض الإضافات الاصطناعية.
أما ما لم يكن تقليدياً، فهو حضور حشد من مؤثري حملة «لنجعل أميركا صحية مرة أخرى»، الذين عززوا بعد ذلك تعهد كينيدي على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، ومن بينهم بطل «الجوجيتسو»، جوردون رايان، والناشطة فاني هاري، المعروفة بـ«فتاة الطعام». عن «وول ستريت جورنال»
جلسات تصوير
ماركو روبيو )يسار( يشرف على عملية ترحيل مهاجرين غير شرعيين. أرشيفية
في رحلاته خارج الولايات المتحدة، نظّم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، جلسات تصوير تنشر بعد ذلك عبر الإنترنت من خلال حسابات وزارة الخارجية. وأثناء زيارته لمدينة بنما، في فبراير الماضي، وقف روبيو على مدرج، ويداه مضمومتان خلف ظهره، بينما كان المهاجرون الكولومبيون الذين يرتدون الأحذية المطاطية يتم حشدهم على متن رحلة ترحيل.
. 35 مليون مشاهدة حصدها مقطع فيديو لوزيرة الأمن الداخلي وهي تستعد لمداهمة مسكن للمهاجرين.
أخبار متعلقة :