عرب فايف

في يوم الضحك العالمي.. أبرز صناع الكوميديا في تاريخ السينما المصرية - عرب فايف

بمناسبة يوم الضحك العالمي، الذي يوافق 4 مايو (أيار) من كل عام، نعود بالذاكرة إلى أبرز صناع البهجة في السينما المصرية، أولئك الذين قدّموا الكوميديا كأداة للفهم، والمقاومة، والتنفيس، لا كوسيلة للتسلية فقط.

 

"الأرض الطيبة" للكوميديا.. إسماعيل ياسين رائد السينما الضاحكة

لا يمكن الحديث عن الكوميديا المصرية من دون التوقف أمام إرث إسماعيل ياسين، الذي قدّم عشرات الأفلام التي حملت اسمه في العنوان، وهو ما لم يحدث مع أي ممثل في تاريخ السينما العربية.

في خمسينيات القرن العشرين، قدّم ياسين سلسلة من الأفلام ذات الطابع الخفيف، مثل "إسماعيل ياسين في البوليس"، "إسماعيل ياسين في الجيش"، و"إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين".

فؤاد المهندس.. أستاذ الكوميديا الراقية بلا ابتذال

في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لمع نجم فؤاد المهندس كممثل مسرحي وسينمائي اتخذ من الكوميديا منهجاً لكنه لم يتنازل عن الرقي. من أفلامه اللافتة "أخطر رجل في العالم" و"شنبو في المصيدة"، والتي مزجت بين الكوميديا البوليسية والنقد الاجتماعي.

وفي "عودة أخطر رجل في العالم"، على سبيل المثال، ظهر المهندس بشخصية تتعرض لمواقف عبثية تتشابك فيها الجريمة بالبيروقراطية، ليكشف عبر الضحك هشاشة بعض الأنظمة، من دون شعارات مباشرة.

عادل إمام.. زعيم الضحك

منذ منتصف السبعينيات، بدأ عادل إمام يضع بصمته في الكوميديا السينمائية بطريقة مختلفة، أفلام مثل "البحث عن فضيحة" و"البعض يذهب للمأذون مرتين" قدمت الكوميديا الخفيفة، لكن في الثمانينيات والتسعينيات تغيرت النغمة.

فيلم "الإرهاب والكباب" (1992) يُعد مثالاً صارخاً على توظيف الواقع لإنتاج كوميديا ساخرة. تدور أحداث الفيلم داخل مجمع التحرير، حيث يتحول البطل من مواطن بسيط جاء لإنهاء معاملة روتينية إلى خاطف رهائن عن طريق الخطأ. المفارقة الكوميدية لا تنبع من الفانتازيا، بل من تجسيد أزمة واقعية، وهو ما تكرّر لاحقاً في عدد من الأعمال التي تبنّت نفس النهج.

سمير غانم.. هندسة العبث بعبقرية تلقائية

لم يكن سمير غانم فقط فناناً يضحك الجمهور، بل حالة فريدة مزجت بين الغرابة والكاريزما، في شخصيات مثل "فطوطة"، كسَر قواعد الشكل، بينما على المسرح والتلفزيون، كان حضوره خفيفاً بذكاء لا يمكن وصفه.

اعتمد على الارتجال المحسوب، ولغة الجسد، ولون كوميدي أقرب للعبث المُنظم، ليصبح صاحب مدرسة يصعب تقليدها.

محمد هنيدي.. ولادة نجم شعبي بالضحك

مع أواخر التسعينيات، ظهر محمد هنيدي بفيلم "إسماعيلية رايح جاي"، الذي مثّل نقلة نوعية في الذوق السينمائي، الكوميديا لم تعد حكراً على نخبة ثقافية، بل أصبحت لغة الجمهور العام.

في "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، قدّم هنيدي شخصية الطالب الريفي الذي يصطدم بالطبقة المخملية في القاهرة، وصنع من لهجته وأسلوبه مرآة لعوالم متعددة من التناقضات الاجتماعية والثقافية. هذا الفيلم تحديداً أطلق موجة من أفلام الشباب التي توالت لتكتسح شباك التذاكر.

أحمد حلمي.. مفارقة الحاضر وتفاصيل الجيل

مع مطلع الألفية، قدّم أحمد حلمي نبرة كوميدية جديدة، تعتمد على المفارقة والذكاء، كما في "كده رضا" و"عسل إسود"، شخصياته أقرب للناس، بمشكلاتها يومية، وضحكها يحمل تعليقات ضمنية على الغربة، والهوية، والفوضى الخفية في العلاقات والمجتمع.

أخبار متعلقة :