نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسيوط تعيد الحياة للحديد "المصمت" - عرب فايف, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 03:05 مساءً
في تجربة استثنائية تجمع بين الرؤية الإدارية والابتكار الفني، دشّن اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، مشروعًا طموحًا يُعيد الحياة إلي 618 آلة جراحية كانت ضمن معدات متهالكة أُدرجت علي قوائم التكهين، المشروع الذي انطلق من داخل ديوان عام المحافظة يمثل نموذجًا فريدًا لتدوير الموارد وتقديم خدمة صحية فعالة، دون إنفاق إضافي من الموازنة العامة.
المعرض الفني الذي أقيم بالمحافظة كشف عن معدات عالية الجودة من دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة وباكستان، جري إصلاحها بعناية فائقة باستخدام خامات من الاستانلس ستيل النقي وبمعايير تعقيم دقيقة بتقنية "زيرو بكتيريا"، لتُصبح صالحة للاستخدام الفوري داخل المستشفيات الحكومية.
أكد المحافظ أن المشروع يأتي في إطار خطة أوسع لتحديث الخدمات العامة عبر استغلال الإمكانات المتوفرة وتحقيق مبدأ "ما لا يُستغل يُعاد إحياؤه"، وأضاف أن كل جهاز خضع لاختبارات فنية صارمة ومعايير تعقيم معتمدة، مشيرًا إلي أن هذه الخطوة تمهد الطريق لتوسيع نطاق المبادرة لتشمل قطاعات أخري مثل التعليم والنقل.
شهد المعرض حضورًا رفيعًا من القيادات التنفيذية في المحافظة، من بينهم خالد عبدالرؤوف السكرتير العام المساعد، والدكتور محمد زين الدين وكيل وزارة الصحة، وعدد من الخبراء والفنيين الذين شاركوا في إعادة التأهيل.
وفي جولة داخل المعرض، استمع اللواء هشام أبو النصر لشرح تفصيلي عن المراحل التي مرت بها المعدات، بداية من التقييم الفني، ثم التصليح والتصنيع، انتهاءً بالتعقيم وفق بروتوكولات صحية دقيقة، ما جعل المشروع مثالًا يُحتذي به في الإدارة الرشيدة للموارد.
واعتبر الحضور أن ما تحقق يعكس "فكرًا إداريًا متطورًا"، يجعل من الإمكانيات المهملة ثروة قابلة للاستثمار، وأكد المحافظ أن المشروع الحالي هو مجرد بداية، مشيرًا إلي التوجه نحو مراجعة مخازن الحكومة التي قد تضم أجهزة ومعدات يمكن أن تتحول إلي أدوات فعالة في خدمة المواطنين.
في ختام المعرض، شدد المحافظ علي أن المبادرة تمثل خطوة علي طريق تحقيق أهداف رؤية مصر 2030 في التنمية المستدامة، داعيًا إلي توسيع الشراكة بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني في سبيل تقديم خدمات أفضل للمواطنين بكفاءة وجودة.
إن ما حدث في أسيوط ليس فقط إنقاذًا لمعدات طبية، بل هو إنقاذ لفكر إداري كان يغفل قيمة الموارد الكامنة، إنها بداية لتحول مفاهيمي حقيقي في إدارة المال العام وتقديم الخدمات، ورسالة قوية بأن الإبداع لا يحتاج دائمًا إلي ميزانيات ضخمة، بل إلي رؤية واعية وإرادة حقيقية.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :