نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“دكتور… ولكن وهماً! كيف استباحت الألقاب الوهمية سمعة القيادات الكشفية؟” - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 12:27 صباحاً
في مشهدٍ بات يتكرر بشكل مثير للقلق، تتصاعد ظاهرة انتشار الألقاب الوهمية بين بعض القيادات الكشفية السعودية، ممن يزينون أسماءهم بلقب “الدكتور” أو “الخبير” أو “السفير”، دون أن يكون لهم نصيبٌ حقيقي من هذه المسميات علماً أو استحقاقاً. شهادات مزيفة، صادرة من جامعات وهمية أو غير معترف بها، أو ألقاب صادرة عن معاهد واتحادات لا تملك أي صفة رسمية سوى اسم رنان وموقع إلكتروني أنيق… وكل ذلك مقابل مبلغ مالي، وكثير من الغرور.
ما يدعو للأسى أن هذه الفئة ترى في نفسها نخبة النخبة، وتدافع بضراوة عن هذه الألقاب المزيفة التي تلصقها بنفسها، في مشهد يعكس تضخماً فارغًا في “الأنا”، وافتقاراً صادماً للصدق، الذي يُفترض أن يكون جوهر الشخصية الكشفية. فكيف نبرر هذا السلوك ونحن ننتمي إلى حركة تربوية تؤمن بأن “الكشاف صادق”، كما ورد في أول بنود القانون الكشفي؟
التساؤل المُلح هنا: هل هذا الهوس بالألقاب خداع للآخرين أم هو خداع للنفس أولاً؟ هل يشعر هؤلاء فعلاً بالإنجاز، أم أنهم فقط يخفون شعوراً داخلياً بالنقص، فيلجؤون إلى قشرةٍ لامعة من المسميات لإخفاء خواءٍ معرفي وثقافي؟
ما يزيد الطين بلة، أن هذه الألقاب الخادعة أصبحت تسبق أسماءهم في المحافل والملتقيات الكشفية: “الدكتور القائد الكشفي فلان”، أو “سفير المهمة الكشفية “، أو “الخبير الإعلامي “، وغير ذلك من المسميات التي يطرب لها السامعون – في الوهلة الأولى – حتى إذا ما اقتربت منهم، وناقشتهم، انكشفت الهشاشة: ركاكة في الطرح، جهل مركب، وسطحية فكرية لا تخطئها الأعين.
إن هذه الممارسات لا تُسيء إلى صاحبها فحسب، بل تشوّه صورة الحركة الكشفية وتُفقدها هيبتها ومصداقيتها، وتضرب قيمها التربوية في الصميم. فكيف يُربّي من لم يُربَّ؟ وكيف نُصدّق من بنى مجده على وهم؟
ولعلنا بحاجة اليوم إلى مراجعة صادقة ومسؤولة، داخل الوسط الكشفي، تجاه هذه الظاهرة، ليس بالهجوم أو التشهير، بل بالتقويم والفرز والتمسك الصارم بمعايير الاستحقاق، وربما بالتشريعات الكفيلة بحماية الميدان من الدخلاء والباحثين عن المجد السهل.
فـ”الكشاف صادق”… وصدق الكشاف لا يتجزأ.
مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3
0 تعليق