عرب فايف

رياضيون: ظاهرة «الصاعد - هابط» في «المحترفين» أزمة إدارية بـ «الدرجة الأولى» - عرب فايف

اعتبر رياضيون أن ظاهرة «الصاعد - هابط»، المهيمنة على دوري أدنوك للمحترفين خلال السنوات الأخيرة، سببها بالدرجة الأولى ضعف العمل الإداري في الأندية، والقصور الواضح في التخطيط الاستراتيجي نحو تحقيق هدف البقاء في الأضواء.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «إن أسباباً متداخلة تقف وراء الأزمة، تتمثل في ضعف البنية التحتية لأندية في الدرجة الأولى، وعدم الاستقرار الفني بكثرة تبديل المدربين، وسوء الإعداد والمباريات التحضيرية قبل بدء الموسم، والضغط النفسي والمعنوي بعد أي سلسلة من النتائج السلبية يحققها الفريق الصاعد لدى دخوله معترك المنافسة في دوري المحترفين، فضلاً عن التغييرات العميقة التي تطال الفريق بنسبة 90% عند الصعود من الهواة للمحترفين».

واستشهد الرياضيون بنادي عجمان نموذجاً ناجحاً لأندية صعدت من دوري الهواة إلى المحترفين، وأثبت كفاءة كبيرة في المواسم الماضية، ووجد لنفسه مكاناً في المنطقة الدافئة على جدول ترتيب دوري أدنوك للمحترفين، بسبب كفاءة عمل إدارته وتخطيطها الجيد لإثبات وجودها بين الكبار.

الأسباب متداخلة

وأكد المحاضر الدولي والمدرب السابق، عمر الحمادي، أن «ظاهرة (الصاعد - هابط)، المتكررة في دورينا خلال السنوات الأخيرة، هي أزمة إدارية في المقام الأول، وينبثق منها أمور فرعية أخرى لا تساعد الفرق على تحقيق هدفها بالبقاء بين المحترفين لأكثر من موسم».

وأوضح: «صعود الفرق إلى دوري المحترفين ثم هبوطها أمر شائع بل أصبح ظاهرة متكررة في كل موسم، وهناك مجموعة من الأسباب المتداخلة تقف وراء ذلك أبرزها: الميزانية والتمويل، ما يحد من جودة اللاعبين والأجهزة الفنية التي تتعاقد معها تلك الأندية، فينتج عن ذلك كثرة التغييرات والإقالات على مستوى المدربين، فغياب الاستقرار الفني أزمة حقيقية تحول دون تحقيق النتائج المرجوة».

وأضاف: «الواضح لنا أن الأندية الصاعدة عانت ضعف فترات الإعداد، وقلة وضعف المباريات التحضيرية قبل بدء الموسم، ما يؤثر على دخولها دوري المحترفين بجاهزية فنية عالية وبتجانس على مستوى لاعبيها الجدد وأطقمها الفنية».

وتابع: «من ضمن السلبيات التي تشكو منها الأندية الصاعدة ضعف البنية التحتية، الأمر الذي يجعل بعض الفرق تلعب طوال الموسم في ملاعب غير ملاعبها، وتخوض جميع مبارياتها في المسابقة بعيداً عن جماهيرها، فضلاً عن الضغط النفسي والمعنوي الواقع على إدارات الأندية واللاعبين والأجهزة الفنية بعد سلسلة النتائج السلبية في بداية الموسم، ما يجعل الفريق بكامل عناصره يخوض المباريات واقعاً تحت ضغوط نفسية كبيرة لا تساعدهم على تصحيح المسار، وبالتالي فهم يستسلمون مبكراً لعملية الهبوط بعد بضع جولات من المسابقة».

غياب الانسجام

بدوره، أكد المحلل الكروي، خليفة باروت، أن الاختلاف بين منافسات دوري الهواة والمحترفين تجعل من الصعوبة على أي فريق صعد لدوري أدنوك للمحترفين أن يحجز مكاناً دائماً له بين الكبار ما لم يكن لديه فكر إداري مختلف، وقادراً على تحقيق تلك المعادلة الصعبة التي نجحت فيها أندية مثل عجمان، وخورفكان، والبطائح، وكلباء.

وقال: «الأندية الصاعدة تتجه بشكل كبير إلى تغيير ما لا يقل عن 90% من التشكيلة التي خاضت بها منافسات دوري الهواة، وهذا الأمر يحتاج بعض الوقت لجلب لاعبين على مستوى عالٍ ومدربين أكفاء، ما يؤثر على فترات الإعداد وعملية الانسجام وغيرها من الأمور التي تقف حائلاً دون قدرة تلك الفرق على الصمود لأكثر من موسم في المحترفين».

وأضاف: «كل هذه المعوقات يقف وراءها بلا أدنى شك العمل الإداري الذي تقوم بها إدارات تلك الأندية، لأنه لا يمكن بأي حال ربط البقاء بالجانب المادي، ولدينا مثال صريح في نادي عجمان والذي لا يملك قدرة شرائية كبيرة في عملية جلب اللاعبين، لكن إدارته تعرف جيداً كيف توجه عملية الصرف نحو التعاقدات المفيدة لها من ناحية تطوير الفريق ولديها مرونة أيضاً في ما يتعلق بعملية بيع اللاعبين لتحقيق التوازن بين المصروفات والعوائد».

وأشار باروت إلى أن «ظاهرة (الصاعد -هابط) هي أزمة إدارية في المقام الأول مهما حاول البعض التنصل منها، لأن بناء الفرق وتطوير مستواها وتدبير الموارد المالية وتحقيق عملية الاستقرار، هي عمل إداري في المقام الأول، ثم تأتي بعدها عوامل مساعدة تتحكم في مسألة الهبوط».

التخطيط قبل عامين

من جهته، قال مدير فريق الإمارات السابق خليل الطويل: «إن اللعب في دوري المحترفين بحاجة للتخطيط له قبل عامين على الأقل لتثبيت مكان للفريق في المسابقة».

وقال: «قدرة الفرق الصاعدة على مجاراة أندية تراوح ميزانيتها السنوية بين 200 و300 مليون درهم تبدو شيئاً بالغ الصعوبة، ما لم تكن هناك خطط إدارية تستشرف المستقبل بصورة أبعد دون الاستسلام للواقع الحالي في دورينا، ولا يمكن أن يكون العامل المادي سبباً في تبرير عملية الصعود والهبوط التي أصبحت متكررة في آخر تسع مواسم على وجه التحديد، ونادي عجمان عزز مفهوم أن المال وحده لا يصنع النجاح، بل يجب أن يسبقه تخطيط وعمل إداري قصير الأجل وطويل الأمد».

وأضاف: «من الأمور السلبية الأخرى تعاقد الأندية الصاعدة مع لاعبين أجانب بإمكانات لا تُساعد على تطوير الفريق بالصورة المطلوبة، فيتم التغيير خلال فترة الانتقالات الشتوية بشكل يُرهق الميزانيات ويؤثر بلا شك على عملية التجانس، وباعتقادي أن الأندية لو تمكنت من جلب صفقات مميزة على مستوى الأجانب حتى لو كان برواتب عالية بعض الشيء فأعتقد أنها ستوفر أموالاً مهدرة على فسخ العقود وجلب لاعبين آخرين».


أبرز أسباب ظاهرة «الصاعد - هابط»

. العمل الإداري في الأندية وضعف التخطيط الاستراتيجي.

. ضعف البنية التحتية لأندية في الدرجة الأولى.

. عدم الاستقرار الفني بكثرة تبديل المدربين.

. ضعف الإعداد والمباريات التحضيرية قبل بدء الموسم.

. الضغط النفسي والمعنوي بعد أي سلسلة من النتائج السلبية.

. تغيير الفريق بنسبة 90% عند الصعود من الهواة للمحترفين.


تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

أخبار متعلقة :